لقاء النبي بالأنبياء في رحلة الإسراء والمعراج

0

 


رحلة الإسراء والمعراج: معجزة اللقاء بالأنبياء

رحلة الإسراء والمعراج هي إحدى معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، أكرمه الله بها وأراه فيها آياتٍ باهرة. وقد ذكر القرآن الكريم الإسراء في سورة الإسراء: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} (الإسراء:1)، والمعراج في سورة النجم: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} (النجم:18).

وقد احتارت بعض العقول في هذه المعجزة، فزعمت أنها كانت بالروح فقط أو كانت منامًا. لكن جمهور المسلمين من السلف والخلف اتفقوا على أنها كانت بالجسد والروح معًا، لأن لو كانت مجرد منام، لما استنكرتها قريش، ولما كان فيها أي إعجاز.

وقد ثبتت أحداث هذه الرحلة في أحاديث صحيحة متواترة رواها أكثر من عشرين صحابيًا وصحابية. ومن أهم مشاهدها لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء عليهم السلام، وصلاته بهم إمامًا.


لقاء النبي بالأنبياء في السماء

في رحلة المعراج، التقى النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في السماوات السبع، فكانت هذه لقاءات مباركة تجلت فيها محبة الأنبياء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

روى البخاري عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

  • في السماء الأولى: التقى بآدم عليه السلام، فرحب به وقال: "مرحبًا بك من ابنٍ ونبي".
  • في السماء الثانية: التقى بيحيى وعيسى عليهما السلام، فقالا: "مرحبًا بك من أخٍ ونبي".
  • في السماء الثالثة: التقى بيوسف عليه السلام، فقال: "مرحبًا بك من أخٍ ونبي".
  • في السماء الرابعة: التقى بإدريس عليه السلام، فقال: "مرحبًا من أخٍ ونبي".
  • في السماء الخامسة: التقى بهارون عليه السلام، فقال: "مرحبًا بك من أخٍ ونبي".
  • في السماء السادسة: التقى بموسى عليه السلام، فرحب به وبكى، وعندما سُئل عن سبب بكائه قال: "يا ربِّ هذا الغلام الذي بُعِثَ بعدي، يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخُلُ من أمتي".
  • في السماء السابعة: التقى بإبراهيم عليه السلام، فقال: "مرحبًا بك من ابنٍ ونبي".

صلاة النبي إمامًا بالأنبياء

ثبت في السنة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بإخوانه الأنبياء عليهم السلام إمامًا عند بيت المقدس.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(وقد رَأَيْتُنِي في جماعة من الأنبياء، ... فحانت الصلاة فأممتهم) رواه مسلم.

وقد رجح العلماء أن هذه الصلاة كانت قبل عروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء، وهذا يدل على علو قدره صلى الله عليه وسلم، وجمع الله له بين شرف الإمامة في الأرض والإمامة في السماء.


حياة الأنبياء البرزخية

لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء وصلاته بهم يدل على أن الأنبياء أحياء في قبورهم حياة برزخية، وهي حياة تختلف عن الحياة الدنيوية.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون) صححه الألباني.

وهذه الصلاة ليست من باب التكليف، بل هي من باب الإكرام والتشريف لهم، فالله أبقى عليهم ما كانوا يحبون في الدنيا من عبادته والتلذذ بها.

في النهاية، رحلة الإسراء والمعراج هي معجزة عظيمة ومنحة كريمة من الله، لتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وبيان علو قدره ومنزلته، وتأكيدًا لصدق رسالته.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !