شهادة الذئب بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم

0

 


معجزة الذئب المتكلم: دليل على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم

يُعتقد لدى البعض أن المعجزة الوحيدة للنبي صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم، ويستندون إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثلُه آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيتُ وحياً أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة). لكن هذا الفهم خاطئ، فالحديث يؤكد عظمة القرآن كمعجزة خالدة، ولكنه لا ينفي المعجزات الحسية الكثيرة التي أكرم الله بها نبيه. قال ابن حجر: "المراد أنه المعجزة العظمى التي اختص بها دون غيره".

ومن هذه المعجزات الثابتة والصحيحة التي أكرم الله بها نبينا صلى الله عليه وسلم، شهادة الذئب له بالنبوة، وهي قصة يجب تصديقها وقبولها، حتى وإن خالفت ما ألفته عقولنا.


قصة الذئب المتكلم

روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن ذئبًا خطف شاة من راعٍ، فلما استردها الراعي منه، جلس الذئب وقال له: "ألا تتقي الله؟ تنزع مني رزقًا ساقه الله إليَّ؟" فتعجب الراعي من كلامه، فقال الذئب: "ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟: محمدٌ صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق".

فأسرع الراعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بالقصة، فجمع النبي الناس وقال للراعي: "أخبرهم"، فلما أخبرهم، صدّقه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (صدق، والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى تكلِّم السِّبَاعُ الْإِنْسَ...).


دلالات ومعجزات في القصة

لا شك أن هذه القصة تعد آية عظيمة ومعجزة باهرة، تثبت صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وتُظهر عظم مكانته عند ربه، وتوضح أيضًا أمورًا مستقبلية لم تقع بعد، منها:

  • شهادة الذئب: من عجائب هذه المعجزة أن الذئب، وهو من السباع التي لا تعقل ولا تنطق، قد أقر بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم ودعا الناس إلى الإيمان به، وهذا دليل على أن كل شيء في الكون يعلم أنه رسول الله.
  • الإخبار عن علامات الساعة: في نهاية الحديث، أقسم النبي صلى الله عليه وسلم أن الساعة لن تقوم حتى تتكلم السباع مع الإنسان، ويتكلم طرف السوط وسير النعل، ويخبر فخذ الرجل بما أحدث أهله من بعده. وهذه كلها أمور خارقة للعادة، تُظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، بل يخبر بوحي من الله.

إن قصة الذئب المتكلم هي واحدة من آلاف المعجزات التي أكرم الله بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم. إنها معجزات حقيقية، ثابتة بالأحاديث الصحيحة، شهدها الصحابة الكرام بأعينهم. إنها تؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله، وأن كل ما جاء به هو حق.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !