معجزات ودلائل نبوية مع الحيوان

0

 


معجزات النبي ﷺ مع الحيوانات: دلائل على النبوة

لا يمكن لمنصفٍ أن يتجاهل الدلائل والمعجزات النبوية التي حدثت مع الحيوانات. فقد جعلها الله شاهدًا على صدقه، ودليلًا على نبوته، وكان لها أثر عظيم في إظهار عظمة قدره وعلو منزلته صلى الله عليه وسلم. فقد شهدت له الجمادات والحيوانات بالنبوة، وتأدبت معه، وحلت ببركته.


1. سجود الجمل وشكواه

من أكثر القصص شهرةً في هذا الباب، قصة الجمل الذي اشتكى للنبي صلى الله عليه وسلم. فقد دخل النبي بستانًا لأحد الأنصار، فرأى جملًا هيّجًا، فلما رآه الجمل أقبل نحوه وذرفت عيناه، وخر ساجدًا بين يديه.

قال عبد الله بن جعفر رضي الله عنه: "فأتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فمَسحَ ذِفراهُ فسكت، فقال: (مَن ربُّ هذا الجملِ، لمن هذا الجمل؟) فَجاءَ فتًى منَ الأنصار، فقال له النبي: (أفلا تتَّقي اللَّهَ في هذه البهيمة الَّتي ملَّكَكَ اللَّهُ إيَّاها؟ فإنَّهُ شَكا إليَّ أنَّكَ تُجيعُهُ وتُدئبُهُ)" رواه أبو داود.

في هذا الموقف، لم يسجد الجمل للنبي فقط، بل كلمه وشكى إليه، فأدرك النبي ما يشكو منه الجمل بفضل الوحي أو بآية من الله، وهذا يثبت أنه رسول من عند الله، لا ينطق عن الهوى.


2. شهادة الذئب بالنبوة

من أغرب وأعجب المعجزات، أن الله أنطق الذئب ليشهد بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم. فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن ذئبًا خطف شاة من راعٍ، فلما استردها الراعي منه، جلس الذئب على ذيله وقال: "ألا تتقي الله؟ تنزع مني رزقًا ساقه الله إليَّ؟". فتعجب الراعي، فقال الذئب: "ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟: محمدٌ صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق".

هذه القصة دليل قاطع على أن كل شيء في الكون يعلم أن محمدًا رسول الله، حتى الحيوانات المفترسة التي لا تملك عقلًا، تؤمن به وتشهد له.


3. بركة النبي ﷺ على الحيوانات

لم تقتصر معجزاته على النطق والشكوى، بل شملت البركة أيضًا:

  • الناقة الضعيفة: في إحدى الغزوات، كانت ناقة جابر بن عبد الله ضعيفة ومتعبة. فنزل النبي صلى الله عليه وسلم وحركها بعصاه، فما هي إلا لحظات حتى أصبحت تسبق الإبل جميعًا.
  • الشاة الهزيلة: في قصة هجرته، مر النبي صلى الله عليه وسلم بـأم معبد، وكانت لديها شاة ضعيفة لا تدر اللبن. فمسح النبي ضرعها، ففاض باللبن حتى شرب الجميع وارتووا.
  • الفرس البطيء: كان لدى أبي طلحة فرس بطيء، فركبه النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة، فما سُبق ذلك الفرس بعدها أبدًا.

دلالة المعجزات على النبوة

إن هذه المعجزات ليست مجرد قصص، بل هي آيات بينات على صدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم. فإذا كان الجمل يسجد له، والذئب يشهد له، والوحش يتأدب معه، والحيوانات الضعيفة تحل فيها البركة بملامسته، فكيف بنا نحن البشر؟

إن هذه المواقف تدعونا إلى زيادة اليقين بمكانة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نكون أولى بحبه واتباعه وطاعته، فإذا كانت هذه المخلوقات التي لا تعقل تحبه وتطيعه، فنحن أولى بذلك.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !