من دلائل نبوته استجابة دعائه

0

سرعة استجابة الدعاء: معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم

أيد الله سبحانه وتعالى نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم بمعجزات عظيمة، وكانت سرعة استجابة دعائه واحدة من أبرز دلائل نبوته وفضله. فقد كان دعاؤه مستجابًا في المطالب العظيمة والدقيقة، مما ملأ كتب السيرة النبوية بالأمثلة على ذلك.


مواقف استجابة الدعاء

توضح لنا الأحاديث النبوية الصحيحة كيف كانت دعواته تُستجاب بشكل فوري ومباشر، ومن هذه المواقف:

1. دعاء الاستسقاء

  • في يوم جمعة، دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، وشكى له الجفاف والضرر الذي أصاب الناس. فرفع النبي يديه وقال: "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا". قال أنس بن مالك: "ولا والله، ما نرى في السماء من سحاب، ولا قَزَعَةً"، فما هي إلا لحظات حتى طلعت سحابة وأمطرت بغزارة.
  • وفي الجمعة التالية، عاد نفس الرجل أو غيره يشكو من كثرة المطر والضرر، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم حوالينا ولا علينا"، فتمايز السحاب وخرج الناس يمشون في الشمس.

2. غزوة تبوك

في غزوة تبوك، أصاب الجيش عطش شديد في حرٍّ قائظ. فطلب أبو بكر الصديق من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم، فقال له: "إنَّ اللهَ عَوَّدك في الدعاء خيراً فادعُ الله لنا". فرفع النبي يديه، فما أنزلها حتى أظلت السماء وأمطرت، فملأ الجيش كل ما لديهم من ماء.

3. دعوات شخصية ومستقبلية

  • المدينة المنورة: دعا لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون محببة إلى قلوبهم، وأن يبارك في صاعها ومدها، وأن ينقل حُمّاها إلى الجحفة، فاستجاب الله له.
  • أم أبي هريرة: دعا لها بالهداية، فما أن عاد أبو هريرة إلى بيته حتى أعلنت أمه إسلامها.
  • عبد الله بن عباس: دعا له بالفقه في الدين، فأصبح "حَبْر الأمة" و"ترجمان القرآن".
  • أنس بن مالك: دعا له بالمال والولد والبركة، فكان من أكثر الأنصار مالًا وولدًا، وعاش أكثر من مائة سنة.
  • عمر بن الخطاب: دعا النبي صلى الله عليه وسلم أن يعز الإسلام به، فكان إسلام عمر عزًا للمسلمين.
  • سعد بن أبي وقاص: دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بأن يسدد رميته ويجيب دعوته، فكان كلما رمى عدوًا أصابه، ومتى دعا الله أجابه.

دلالة الاستجابة الفورية

هذه المواقف لا يمكن أن تصدر من مدعٍ كاذب، لأن الله لا يؤيد الكاذبين، بل يفضحهم ويهلكهم. إن سرعة استجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد أنه رسول من عند الله، وأن كل ما جاء به هو حق. قال ابن تيمية: "ومعلوم أن من عوّده الله إجابة دعائه، لا يكون إلا مع صلاحه ودينه".

هذه المعجزات التي شهدها الصحابة الكرام بأعينهم، كانت سببًا في زيادة يقينهم، وسببًا في أن يقول أبو بكر الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك: "إنَّ اللهَ عَوَّدك في الدعاء خيراً فادعُ الله لنا".

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !