مَدْح النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم

0

 

ثناء الله على نبيه محمد ﷺ في القرآن الكريم

لم يحظَ نبي في القرآن الكريم بالمدح والثناء كما حظي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا لعظيم مكانته ورفعة قدره عند الله. لقد زكّى الله نبيه في جوانب متعددة من حياته وشخصيته، فكان مدحًا إلهيًا لا يدانيه مدح.


تزكية الله لرسوله في شخصه وصفاته

لقد مدح الله تعالى نبيه محمدًا ﷺ مدحًا فريدًا في القرآن الكريم:

  • • رفع الذكر: قال تعالى: {وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ}. وقد فُسّر هذا الرفع بأن الله جعل ذكره مقرونًا بذكره في الأذان، والإقامة، والتشهد، والخطب، وفي جميع أنحاء الأرض.
  • • تزكية العقل: قال تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}. فالله يزكي عقل نبيه وسلامة منطقه، ويؤكد أنه لم يضل عن الحق، ولم يتكلم بالباطل، بل كان أعقل البشر وأكملهم.
  • • تزكية النطق: قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}. هذا المدح العظيم يؤكد أن كل ما يخرج من فم النبي ﷺ ليس من هوى نفسه، بل هو وحي من الله، سواء كان قرآنًا أو سنة.
  • • تزكية القلب والبصر: قال تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}، وقال: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}. هذه الآيات تزكي بصره وفؤاده، وتؤكد أنه رأى الحق بعينه وقلبه، دون انحراف أو كذب.
  • • وصفه بالخلق العظيم: قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. هذا الوصف الإلهي الشامل يصف النبي ﷺ بأنه قد بلغ الكمال في الأخلاق والآداب، وجعله قدوة وأسوة حسنة لنا جميعًا.
  • • الرأفة والرحمة: جمع الله لنبيه اسمين من أسمائه وهما "رؤوف" و"رحيم"، فقال: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}. وهذا يؤكد شدة رأفته ورحمته بأمته.
  • • الرحمة للعالمين: قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. هذه الآية توضح أن رسالته كانت رحمة لجميع الخلق، ومن اتبعها نال السعادة في الدنيا والآخرة.

حقوق النبي ﷺ علينا

إن هذه الآيات الكريمة التي تمدح النبي ﷺ، تدعونا إلى وجوب محبته، وتعظيمه، وتوقيره، واقتفاء أثره.

فقد أمرنا الله بتعظيمه وتوقيره فقال: {لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}. فـ "التعزير" هو النصر والتأييد، و "التوقير" هو الإجلال والتعظيم.

لقد عجزت كلمات البشر عن وصف عظمته، فالله تعالى وملائكته يصلون عليه، وهو ما لا يستطيعه أحد من الخلق: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.

إن مدح الله لنبيه في القرآن هو أعظم وأجل مدح، ويظل أي مدح من البشر قاصرًا مهما بالغوا.

فهل نُعطي هذا النبي العظيم حقه من الحب والتعظيم والاقتداء؟

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !