خاتَمُ الأنبياء والمُرْسَلِين

0

 

محمد ﷺ: خاتم النبيين والمرسلين

اصطفى الله عز وجل من خلقه الأنبياء والرسل، وجعلهم أمناء على وحيه، مبشرين ومنذرين، حتى لا يكون للناس حجة على الله. وقد فضّل الله بعضهم على بعض، واختار خاتمًا لهم جميعًا، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

إن الله تعالى قد نص في كتابه الكريم على أن محمدًا خاتم النبيين، فقال: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (الأحزاب: 40).

وقد أكد العلماء على أن هذه الآية نصٌّ صريح في أنه لا نبي بعده، وإذا انتفت النبوة، انتفت الرسالة من باب أولى، لأن كل رسول نبي، وليس كل نبي رسولًا.


أحاديث نبوية تؤكد خاتم النبوة

هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد أن النبي ﷺ هو خاتم الأنبياء والمرسلين:

  • • فضله على الأنبياء: قال النبي ﷺ: (فُضِّلْتُ على الأنبياء بست: أعطيتُ جوامع الكلم، ونُصِرْتُ بالرعب، وأُحِلَّت لي الغنائم، وجُعِلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأُرْسِلْتُ إلى الخَلق كافة، وخُتِمَ بي النبيون) رواه البخاري ومسلم.
  • • اسمه العاقب: قال النبي ﷺ: (إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي) رواه مسلم.
  • • انقطاع النبوة والرسالة: قال النبي ﷺ: (إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي) رواه الترمذي.
  • • قصة اللبنة: ضرب النبي ﷺ مثلًا جميلًا ليوضح مكانته، فقال: (إن مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتًا فأحْسَنه وأجمله، إلا موضِع لَبِنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويَعجَبون له، ويقولون: هلا وُضِعتْ هذه اللبنة! قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين) رواه البخاري.
  • • منزلة هارون من موسى: عندما استخلف النبي ﷺ علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، قال له: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي) رواه مسلم.

عقيدة راسخة لا تقبل التأويل

أجمع أهل السنة والجماعة على أن خاتمية النبوة لمحمد ﷺ هي عقيدة راسخة لا تقبل التأويل. فمن ادعى النبوة بعده، أو صدّق مدعيًا لها، فهو كافر مرتد عن الإسلام. وقد نص على ذلك كبار علماء الأمة مثل الإمام الطبري والقاضي عياض والإمام النووي وابن تيمية وابن عثيمين.

إن خاتمية النبوة هي إحدى أعظم الخصائص التي أكرم الله بها نبينا محمدًا ﷺ، وهي دليل على كمال الشريعة الإسلامية وشمولها، وأنها صالحة لكل زمان ومكان، وأنها آخر الرسالات السماوية.

فهل تؤمن حقًا أن الإسلام هو الدين الخاتم الذي لا يحتاج البشر إلى غيره من بعده؟

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !