صحابيات مبشرات بالجنة: وفاء وتكريم
بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من الصحابة بالجنة، ومنهم العشرة المبشرون، الذين كان على رأسهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. وكما بشر النبي ﷺ العديد من الرجال، فقد بشر كذلك العديد من الصحابيات بالجنة، مما يعكس مكانة المرأة العظيمة في الإسلام.
لقد خص النبي صلى الله عليه وسلم المرأة باهتمام كبير، ووصل الأمر إلى أنه أوصى بها في خطبة الوداع بقوله: (واستوصوا بالنساء خيرا) رواه البخاري. كما وصفهن بـ (شقائق الرجال)، أي نظائرهن وأمثالهن في الأخلاق والأحكام، باستثناء ما خص الشارع به كل جنس على حدة.
فيما يلي، نتعرف على بعض الصحابيات الجليلات اللاتي بشرهن النبي ﷺ بالجنة.
1. خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
هي أول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وأم أولاده، وأول من آمن به وصدقه. كانت مثالًا للزوجة الصالحة التي تعين زوجها وتدعمه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: "يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت، فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب (لؤلؤ مجوف)، لا صخب فيه ولا نصب".
2. عائشة رضي الله عنها
الصديقة بنت الصديق، وأحب نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه، والمبرأة من فوق سبع سماوات. قال ابن حجر إنها حفظت عن النبي ﷺ علمًا غزيرًا، حتى قيل إن ربع الأحكام الشرعية منقول عنها.
وقد شهد لها النبي ﷺ بالجنة، حيث قال جبريل للنبي ﷺ: "إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة". وعندما مرضت، قال لها ابن عباس: "يا أم المؤمنين، تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر".
3. حفصة بنت عمر رضي الله عنها
ابنة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم. كانت صوامة قوامة.
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة، فأتاه جبريل فقال: "يا محمد، طلقت حفصة وهي صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة".
4. أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
جميع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا هن زوجاته في الجنة، وهذا من عقيدة أهل السنة والجماعة. وقد كرمهن الله تعالى ووصفهن بـ (أمهات المؤمنين).
قال ابن كثير إن الله تعالى وعدهن بـ (أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقًا كريمًا) أي في الجنة، وأنهن في منازل النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى الجنة.
5. فاطمة الزهراء رضي الله عنها
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيدة نساء العالمين في زمانها. كانت تشبه النبي ﷺ في مشيتها.
أخبرها النبي ﷺ بأنها أول أهل بيته لحاقًا به، وأنها سيدة نساء أهل الجنة، فبكت أولًا ثم ضحكت عندما علم السبب.
6. سمية أم عمار رضي الله عنها
أول شهيدة في الإسلام، كانت من السابقين للإسلام وعُذبت أشد العذاب. عندما مر بها النبي ﷺ وأهلها وهم يُعذبون، قال لهم: "اصبروا آل ياسر، موعدكم الجنة".
7. أم زفر رضي الله عنها
المرأة السوداء التي كانت تُصرع، والتي خيرها النبي ﷺ بين الصبر على مرضها ودخول الجنة أو أن يدعو الله لها بالشفاء.
اختارَت الصبر وقالت: "أصبر، ولكني أتكشف، فادعُ الله أن لا أتكشف". فدعا لها النبي ﷺ. وهذا يدل على شدة حرصها على ستر عورتها مقابل الأجر العظيم.
8. أم سليم رضي الله عنها
أم أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم، كانت امرأة عظيمة المواقف. قال عنها النبي ﷺ: (دخلت الجنة فسمعت خشخشة، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك).
9. أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها
أخت أم سليم وزوجة عبادة بن الصامت. دخل عليها النبي ﷺ يومًا ونام عندها، ثم استيقظ يضحك، وقال إنه رأى ناسًا من أمته يركبون سفنًا في البحر كالملوك على الأسرة.
فدعت أم حرام أن يجعلها منهم، فقال لها النبي ﷺ: "أنت من الأولين".
الخاتمة: عقيدة أهل السنة والجماعة
من عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم لا يشهدون لمعين بجنة أو نار إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. فكل من شهد له النبي ﷺ أنه في الجنة، فهو في الجنة. وكل من لم يُشهد له، فإننا نرجو له الخير، ونسأل الله أن يرحمه بفضله.
