نحبك يا رسول الله أكثر من حبنا لأنفسنا

0

 

محبة النبي صلى الله عليه وسلم: أساس الإيمان وشرط كماله

إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست مجرد عاطفة عابرة، بل هي ركن أساسي من أركان الإيمان، وشرط لا يكتمل إيمان المسلم إلا بتحقيقه. فالله تعالى أخرجنا به من الظلمات إلى النور، وأنقذنا من الشرك إلى التوحيد، وهو أرحم بنا وأحرص علينا من أنفسنا.


النبي أحب إليك من نفسك ووالدك وولدك

لقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم محبته فوق محبة كل شيء. قال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين). وهذا ليس كلامًا عاطفيًا فقط، بل هو حقيقة منطقية وإيمانية عميقة.

  • قصة عمر بن الخطاب: عندما قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم إنه يحبه أكثر من كل شيء إلا من نفسه، أجابه النبي: (لا، والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك). حينها أدرك عمر أن نجاته من النار ودخوله الجنة لم تكن لتتحقق لولا الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: "فإنه الآن، والله لأنتَ أحب إليَّ من نفسي". فقال له النبي: (الآن يا عمر).

هذه القصة توضح أن المحبة الحقيقية لا تأتي إلا باليقين بأن النبي هو سبب نجاتنا وسعادتنا في الدنيا والآخرة.


علامة المحبة الحقيقية: الاتباع

محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست بالادعاء اللفظي، بل هي اتباع منهجه، والاقتداء بأخلاقه، والاقتفاء لسنته. قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}. هذه الآية هي الميزان الذي نزن به صدق ادعائنا لمحبة الله ورسوله.

الاتباع هو الطريق إلى الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة، وهو السبيل إلى النجاة من العذاب. فكلما ازداد اتباعنا، ازدادت محبتنا ويقيننا، وكلما زادت سعادتنا في الدارين.


جزاء المحبة: رفقة النبي في الجنة

من أعظم ثمرات محبة النبي صلى الله عليه وسلم هي مرافقته في الجنة. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله: "متى الساعة؟" فأجابه النبي: (ما أعددت لها؟). فقال الرجل: "ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صيام ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله". فبشره النبي بقوله: (أنت مع من أحببت).

هذه البشرى العظيمة كانت سببًا في فرح الصحابة الشديد، وسببًا في أملنا أن نكون مع من نحب من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، حتى وإن لم نبلغ درجات أعمالهم.

فلنحرص على أن تكون محبته صلى الله عليه وسلم حافزًا لنا للاتباع، لا مجرد شعار، لننال فضله وشفاعته ورفقته في الجنة.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !