عموم الرسالة المحمدية

0

 

عالمية رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

لم تكن رسالة الإسلام كغيرها من الرسالات السابقة التي كانت تختص بقوم دون قوم، أو زمان دون زمان. لقد كانت رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسالة عامة وشاملة، موجهة إلى جميع البشر والجن على حد سواء، في كل زمان ومكان.

قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (الأعراف: 158)، وقال أيضًا: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107).


رسالة شاملة للإنس والجن

لم تقتصر رسالة النبي صلى الله عليه وسلم على الإنس فقط، بل شملت الجن كذلك. وقد ورد ذكر إيمان الجن به في القرآن الكريم، حيث استمعوا للقرآن فآمنوا به، ثم رجعوا إلى قومهم منذرين.

قال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} (الجن: 1-2).


الاستثناء والعموم

إن عالمية رسالة النبي صلى الله عليه وسلم هي إحدى الخصائص التي فُضّل بها على سائر الأنبياء. فبينما كان كل نبي يُبعث إلى قومه خاصة، أُرسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة.

قال صلى الله عليه وسلم: (فُضِّلْتُ على الأنبياء بست: .. وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون) رواه مسلم.

ولم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بالقول، بل طبق ذلك عمليًا، حيث أرسل الرسل والكتب إلى ملوك الأرض في عصره، مثل كسرى وقيصر والنجاشي، يدعوهم إلى الإسلام.


الإيمان بالنبي محمد شرط للنجاة

إن الإيمان بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه أصبح شرطًا لازمًا لكل من أراد النجاة، حتى لو كان من أهل الكتاب.

قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرْسِلْتُ به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم.

وهذا يؤكد أن شريعته نسخت الشرائع السابقة، وأنه لا طريق إلى الله إلا باتباعه، حتى لو أدركه نبي الله موسى أو عيسى عليهما السلام، لوجب عليهما اتباعه. قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني) رواه أحمد.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !