طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم: ركن أساسي من الدين
إن طاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليست مجرد فضيلة، بل هي فريضة وركن أساسي من أركان الدين. لقد قرن الله تعالى طاعته بطاعة رسوله في أكثر من ثلاثين موضعًا في القرآن الكريم، مما يؤكد أن طاعة الرسول هي في حقيقتها طاعة لله.
قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (النساء: 80).
وقال أيضًا: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (الحشر: 7).
هذه الآيات وغيرها تؤكد أن كل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أو نهى عنه هو من عند الله، ولا يجوز لأحد أن يقدم قولًا على قوله أو يخالف أمره.
السنة النبوية لا تتعارض مع القرآن
من المستحيل أن يكون هناك تعارض حقيقي بين القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة. فكلاهما وحي من الله، قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم: 3-4).
السنة النبوية هي المفسرة والمبينة للقرآن، فهي توضح مجمل آياته، وتفصّل أحكامه. فمثلاً، القرآن يأمر بالصلاة والزكاة، لكن السنة هي التي بيّنت لنا كيفية أدائها وعدد ركعاتها، وأنواع الزكاة ومقدارها.
إن أي تعارض ظاهر بينهما يزيله العلماء بالجمع بين النصوص، أو بمعرفة الناسخ والمنسوخ، أو بضعف الحديث وعدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الاستغناء بالقرآن عن السنة: دعوة باطلة
ظهر في الأمة من يدعي أنه يمكنه الاستغناء بالقرآن عن السنة، لكن هذا الادعاء باطل ومخالف للقرآن نفسه الذي أمرنا بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد حذر النبي من هذه الفئة، فقال: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه) رواه أبو داود.
هذا الحديث من دلائل نبوته، لأنه أخبر عن أمر سيحدث وحدث بالفعل.
إن كثيرًا من الأحكام الشرعية جاءت في السنة ولم تذكر في القرآن بشكل مباشر، مثل تحريم الذهب والحرير على الرجال، وأنواع الصلاة غير الفرائض، وآداب الطعام والشراب، وغيرها الكثير. وهذا يؤكد أن السنة جزء لا يتجزأ من الدين.
عصمة النبي صلى الله عليه وسلم
جعل الله طاعة رسوله طاعة له، وهذا يؤكد عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما يبلغه عن ربه. فما كان الله ليأمرنا بطاعة مطلقة لشخص غير معصوم. النبي صلى الله عليه وسلم معصوم في أقواله وأفعاله وتقريراته، لا يقع منه ما يخالف الشرع.
إن القرآن والسنة هما طريق الهداية والسعادة، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم أمرين، لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله) رواه الحاكم.