أنت مع من أحببت

0

 

وسائل تعميق محبة النبي صلى الله عليه وسلم

إن حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليس مجرد شعور، بل هو ركن أساسي من أركان الإيمان، لا يكتمل إيمان المسلم إلا إذا كان النبي أحب إليه من نفسه وأهله والناس أجمعين.

وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى عندما قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك). ولما أدرك عمر هذه الحقيقة، قال: "فإنه الآن، والله لأنتَ أحب إلي من نفسي"، فقال النبي: (الآن يا عمر) رواه البخاري.

لذلك، يجب أن نسعى لتعميق هذه المحبة في قلوبنا، وفي قلوب من نحب من أبنائنا، وهناك وسائل عديدة لتحقيق ذلك.


1. دراسة سيرته النبوية

إن معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم هي السبيل الأول لزيادة حبه. فمن خلالها نتعرف على عظمته، وجمال أخلاقه، وشمائله، ورحمته بأمته، ونتأمل في المعجزات التي أكرمه الله بها.

كان سلفنا الصالح يحرصون على دراسة سيرته وتاريخه، ويقولون: "كان أبي يعلمنا المغازي ويعدها علينا، ويقول: يا بني هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوها".


2. كثرة الصلاة عليه

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات، وهي من علامات حبه. أمرنا الله بها في كتابه فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (الأحزاب: 56).

من فضائلها:

  • سبب لنيل عشر حسنات ورفع عشر درجات ومحو عشر سيئات.
  • سبب لشفاعته يوم القيامة.
  • سبب لقرب المسلم منه يوم القيامة.
  • سبب لاستجابة الدعاء.

3. استذكار رحمته بالأمة

النفس البشرية مفطورة على حب من أحسن إليها. والنبي صلى الله عليه وسلم كان أحرص الناس على أمته. قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} (التوبة: 128).

إن تذكُّر شفقته على أمته، ودعوته المستجابة التي ادّخرها لهم يوم القيامة، يزيد من حبنا له. قال صلى الله عليه وسلم: (لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة) رواه البخاري.


أنت مع من أحببت

من أعظم البشارات التي تدل على فضل محبة النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: (المرء مع من أحب).

عندما جاء رجل للنبي فقال: "يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوماً ولما يلحق بهم؟"، قال: (المرء مع من أحب) رواه البخاري.

لقد فرح الصحابة بهذا الحديث فرحًا شديدًا، فقد كانوا يحبون الله ورسوله، وأيقنوا أن حبهم هذا سيجعلهم مع النبي في الجنة، وإن لم يعملوا مثل عمله.

فلنحرص على تعميق محبتنا للنبي صلى الله عليه وسلم، ليكون لنا خير أنيس يوم القيامة.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !