فضائل وخصائص النبي محمد صلى الله عليه وسلم
لقد فضّل الله تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء والخلق أجمعين، فهو خاتم الأنبياء وإمامهم، وهو الرسول المصطفى والنبي المجتبى. قال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} (البقرة: 253). ويؤكد العلماء أن المقصود بـ "وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ" هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لما أوتيه من الفضائل التي لم يؤتها أحدٌ غيره.
إن معرفة هذه الفضائل والخصائص تزيد المسلم حبًا وتوقيرًا وإيمانًا بنبيه، وتشجعنا على الاقتداء به.
أبرز فضائل وخصائص النبي صلى الله عليه وسلم
1. مدح الله له ورفع ذكره
مدح الله تعالى نبيه بأحسن الصفات وأعظم الأخلاق، فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)، كما وصفه بالرحمة للعالمين: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107).
ومن أعظم فضائله أن الله رفع ذكره في الدنيا والآخرة. قال تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (الشرح: 4)، وهذا يتجلى في الأذان والإقامة والتشهد، حيث لا يُذكر اسم الله إلا ويُذكر اسمه معه.
2. سيادة ولد آدم وخاتم النبيين
قال صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع) رواه مسلم.
كما أنه خاتم النبيين، وهو اللبنة التي أتمت بناء النبوة والرسالة. قال صلى الله عليه وسلم: (مَثَلِي وَمَثَلُ الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لَبِنَةٍ من زاوية من زواياه.. فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين) رواه مسلم.
3. رسالته شاملة للناس كافة
بخلاف الأنبياء السابقين الذين أُرسلوا إلى أقوامهم خاصة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أُرسل إلى الناس كافة، كما قال: (أُرْسِلْتُ إلى الخلق كافة).
4. الشفاعة والمقام المحمود
خصّه الله تعالى بالشفاعة الكبرى يوم القيامة، حيث يكون الشافع الأول والمُشفَّع، فيشفع للخلائق ليبدأ الحساب، ثم يشفع لأمته لدخول الجنة. وهذا هو المقام المحمود الذي يتمنى جميع الخلق لو كانوا مكانه.
5. الوسيلة والفضيلة
هي أعلى درجة في الجنة، لا ينالها إلا عبد واحد، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد أمرنا أن نسأل الله له هذه المنزلة، وأن من فعل ذلك حلت له شفاعته يوم القيامة.
6. الكوثر والحوض
أعطاه الله تعالى نهر الكوثر في الجنة، وهو أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل، وهو الحوض الذي ترده أمته يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم: (أنا فرطكم على الحوض، من ورَدَه شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأْ بعدَه أبداً) رواه البخاري.
خاتمة
إن هذه الفضائل العظيمة وغيرها الكثير، التي جمعها العلماء من القرآن والسنة، تُظهر عظيم مكانة نبينا عند ربه. فلنجعل هذه المعرفة دافعًا لزيادة حبنا له، وتبعًا لسيرته، واقتداءً بأخلاقه العظيمة.