من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم

0

 

حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا

إن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم هو خير خلق الله، وأفضل الأنبياء والمرسلين. لقد فضّله الله على جميع خلقه، وجعله سيد ولد آدم، كما قال في الحديث الشريف: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع) رواه مسلم.

إن الإيمان به وطاعته شرط أساسي للنجاة والفوز بالجنة، فلا نجاة لأحدٍ إلا بالإيمان بما جاء به. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمدٍ بيده، لا يسمع بي أحدٌ مِن هذه الأمةِ يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ثم يموت ولم يُؤْمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به، إلا كان مِن أصحاب النار) رواه مسلم.

لقد أوجب الله علينا حقوقًا كثيرة تجاه نبينا، ومن أهمها:


1. الإيمان به ومحبته

من أهم حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا أن نؤمن به إيمانًا صادقًا، ونشهد أنه رسول الله حقًا. وهذا الإيمان يجب أن يتبعه حب عظيم له، حب يجعله أحب إلينا من أنفسنا وأولادنا ووالدينا والناس أجمعين.

قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} (التوبة: 24).


2. الأدب معه وتعظيمه

يجب على المسلم أن يتحلى بالأدب الكامل مع النبي صلى الله عليه وسلم، سواء في حياته أو بعد مماته. يشمل هذا الأدب:

  • توقيره وتعظيمه: قال تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} (الفتح: 9). و(التوقير) يعني الإجلال والإكرام والتعظيم.
  • عدم ذكر اسمه مجردًا: أمرنا الله أن نخاطبه بوصف النبوة والرسالة، وليس باسمه مجردًا، فقال تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} (النور: 63).
  • عدم رفع الصوت فوق صوته: سواء كان حيًا أو عند قراءة حديثه، لأن ذلك من أسباب حبوط الأعمال. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} (الحجرات: 2).

3. طاعته واتباع سنته

محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست مجرد مشاعر، بل هي اتباع وطاعة لأوامره واجتناب لنواهيه. قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (الأحزاب: 21).

وقد حذر النبي من مخالفة أمره، فقال: (كل أمتي يدخل الجنة إلا من أبَىَ، قالوا: يا رسول الله! ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبَى) رواه البخاري.


4. الصلاة والسلام عليه

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي حق وواجب علينا. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (الأحزاب: 56).

كما أنها من أسباب نيل الأجر العظيم، فمن صلى عليه مرة، صلى الله عليه بها عشرًا.


5. إنزاله منزلته الحقيقية

من حقه علينا ألا نغالي في مدحه أو نرفعه فوق منزلته التي أنزله الله إياها. فهو عبد الله ورسوله، لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرًا ولا نفعًا، ولا يعلم الغيب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تُطْروني كما أطْرَتِ النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبدُه، فقولوا: عبد الله ورسوله) رواه البخاري.

فلنحرص على تحقيق هذه الحقوق، فهي سبيلنا لزيادة الحب والاتباع، ونيل رضا الله ومحبته.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !