أمة النبي صلى الله عليه وسلم: خير الأمم وأكثرها أهلًا للجنة
على الرغم من أن أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاءت متأخرة في الوجود، إلا أنها سابقة لجميع الأمم في الفضل والمنزلة يوم القيامة. وهذا تكريم من الله تعالى لنبينا، كما قال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (آل عمران: 110).
ومن أعظم ما أكرم الله به النبي صلى الله عليه وسلم هو أن جعل أمته أكثر أهل الجنة.
الأمة المحمدية: نصف أو ثلثا أهل الجنة
بشّر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بأنهم سيشكلون نسبة كبيرة جدًا من أهل الجنة. ففي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قلنا: نعم. قال: أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قلنا: نعم. قال: أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة؟ قلنا: نعم. قال: والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة) رواه البخاري.
وقد جاء في رواية أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون منها من هذه الأمة، وأربعون من سائر الأمم) رواه ابن ماجه، وهو ما يعني أن أمة النبي صلى الله عليه وسلم تمثل ثلثي أهل الجنة.
حب النبي لأمته وشفقته عليهم
إن بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بهذا الفضل العظيم لم تكن مباشرة، بل كانت تدريجية (ربع، ثم ثلث، ثم نصف) وذلك لعدة حكم:
- التشويق والتدريج: لجعل البشرى أوقع في نفوسهم وأبلغ في الإكرام.
- تجديد الشكر: لتتكرر منهم عبادة الشكر لله في كل مرة تزداد فيها البشارة.
- عظيم حبه لهم: هذا الموقف يظهر مدى حب النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وحرصه عليهم، كما قال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (التوبة: 128).
من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وأمته
هذا الفضل العظيم هو جزء من خصائص كثيرة أكرم الله بها النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، منها:
- أفضل الرسل وسيد ولد آدم: هو أفضل الأنبياء على الإطلاق.
- أكثر الأتباع: هو أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة.
- أول من يدخل الجنة: هو أول من يقرع باب الجنة ويُفتح له.
- الشفاعة الكبرى: خصّه الله بالشفاعة الكبرى لأمته يوم القيامة.
- الكوثر: أُعطي نهر الكوثر في الجنة.
خاتمة
إن معرفة هذه الخصائص العظيمة تزيدنا إيمانًا بمكانة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عند ربه، وتزيدنا حبًا وتوقيرًا له، وتشجعنا على التمسك بسنته لنكون من أهل الجنة الذين وعدنا بهم.
فلنحمد الله على نعمة الانتماء لهذه الأمة المكرمة، ولنعمل بما يرضيه لنكون أهلًا لهذه البشارة العظيمة.