بركة ريق النبي صلى الله عليه وسلم ونفثه
لقد أجرى الله تعالى على يد أنبيائه ورسله معجزات باهرة تدل على صدقهم. وكما أيد الله نبيه عيسى عليه السلام بإبراء الأكمه والأبرص، أيد خاتم أنبيائه محمدًا صلى الله عليه وسلم بمعجزات مشابهة، حيث شفى بريقه ونفثه (نفخه بلا ريق) بعضًا من أصحابه.
إن الله عز وجل هو الشافي، وقد جعل ريق النبي ونفثه سببًا للشفاء، ليكون برهانًا على كرامته وعلو منزلته، وتأييدًا لدعوته وتصديقًا لنبوته. والأمثلة على ذلك كثيرة:
أمثلة من السيرة النبوية
شفاء عيني علي بن أبي طالب
عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر:
(لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)
فبات الناس يتساءلون أيهم يُعطاها. فلما أصبحوا، غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل: (أين علي بن أبي طالب؟)، فقيل له: "هو يا رسول الله يشتكي عينيه". فأرسلوا إليه، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، وأعطاه الراية. وفي رواية لابن ماجه، قال علي: "فما وجدت حراً ولا بردًا بعد يومئذ".
شفاء ساق سلمة بن الأكوع
عن يزيد بن أبي عبيد ـ رضي الله عنه ـ قال:
(رأيت أثر ضربة في ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلم ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة). رواه البخاري.
شفاء ساق عبد الله بن عتيك
عندما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عتيك لاغتيال سلام بن أبي الحُقَيق، وقع عبد الله في طريق عودته فانكسرت ساقه. يقول ابن عتيك:
(فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ابسط رجلك، فبسطت رجلي، فمسحها، فكأنها لم أشتكِها قط). رواه البخاري.
شفاء يد حبيب بن يساف
روى البيهقي في دلائل النبوة عن حبيب بن يساف ـ رضي الله عنه ـ قال: "شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم مشهدًا فأصابتني ضربة على عاتقي فتعلقت يدي، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فتفل فيها وألصقها فالتأمت وبرأت، وقتلت الذي ضربني".
خاتمة
إن هذه الأمثلة وغيرها، التي شاهد فيها الصحابة كيف كان ريق ونفث النبي صلى الله عليه وسلم سببًا في شفاء الجروح والآلام، لا تدع مجالًا للشك في علو منزلته وصدق نبوته. فكل من رأى هذه المعجزات، لا يسعه إلا أن يشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بعلو المنزلة والمكانة، وبالنبوة والرسالة.