من صور الجفاء مع الحبيب صلى الله عليه وسلم

0

 


مظاهر الجفاء في حب النبي صلى الله عليه وسلم

اصطفى الله تعالى الأنبياء وفاضل بينهم، وجعل أفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} (البقرة:253).

وقد أوجب الله علينا محبة نبينا، بل لا يكتمل الإيمان إلا بأن يكون أحب إلينا من أنفسنا ووالدينا وأولادنا، كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) رواه البخاري.

ولكن، مع مرور الزمن، ظهرت مظاهر من الجفاء والتقصير في حب النبي صلى الله عليه وسلم، ينبغي على كل مسلم أن يحذر منها ويبتعد عنها.


أبرز مظاهر الجفاء

  1. ترك متابعته ونسيان سنته:
    إن الحب الحقيقي للنبي صلى الله عليه وسلم يقتضي اتباعه في أخلاقه وهديه وسننه، فمن رغب عن سنته فقد رغب عن الطريق المستقيم.

    (فمن رغب عن سنتي فليس مني) رواه البخاري.

  2. رد الأحاديث الصحيحة:
    من الجفاء رد الأحاديث الثابتة بحجة مخالفتها للعقل أو الهوى، أو الدعوة للاكتفاء بالقرآن الكريم وحده. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله:

    (لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته، يأتيه الأمر من أمري، مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا ندري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه) رواه الترمذي.

  3. عدم الوقار والهيبة عند ذكره:
    كان الصحابة والسلف الصالح يعظمون النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت كتعظيمهم له وهو حي. قال الله تعالى:

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} (الحجرات:2).

    ومثال ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي غضب على رجلين رفعا أصواتهما في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لهما: (لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه البخاري.

  4. معاداة من يتمسكون بالسنن:
    من صور الجفاء اغتياب ولمز واستهزاء بمن يطبقون سنة النبي صلى الله عليه وسلم في ظاهرهم وباطنهم، فعداء هؤلاء هو عداء للسنة التي يتمسكون بها.
  5. الغلو في حبه:
    من الجفاء الذي يتنافى مع هديه ودعوته الغلو فيه ورفعه فوق منزلته كنبي ورسول، أو سؤاله من دون الله، أو الحلف به.

    (لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله) رواه البخاري.

  6. ترك الصلاة عليه:
    ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره يحرم المسلم من أجر عظيم، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم من يفعل ذلك بـ (البخيل: من ذُكِرْتُ عنده، فلم يصلِّ عليَّ) رواه الترمذي.
  7. عدم معرفة قدر الصحابة:
    يجب أن يتضمن حب النبي صلى الله عليه وسلم حب أصحابه، فهم الذين صاحبوه ونصروا دينه. وقد حذر النبي من سبهم، فقال:

    (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) رواه البخاري.

هذه بعض مظاهر الجفاء التي يجب الحذر منها، نسأل الله أن يزيدنا هدىً وحبًا واتباعًا لنبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !