خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم الرسالية

0

 


الخصائص الرسالية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم

الخصائص الرسالية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم

الخصائص الرسالية هي الأمور التي اختص الله بها نبيّه محمدًا صلى الله عليه وسلم في رسالته، وميزه بها عن سائر الأنبياء والمرسلين.


القرآن الكريم

يأتي القرآن الكريم على رأس هذه الخصائص، فهو معجزة النبي الخالدة، التي اختصه الله بها. قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} (الشورى:52).

كما أن حفظ القرآن من التحريف والتبديل خصوصية أخرى لهذه الرسالة. فقد تكفل الله بحفظه بنفسه، فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9). بينما ترك حفظ الكتب السماوية السابقة لأهلها، فتعرضت للتغيير والتحريف.

بالإضافة إلى ذلك، يمتاز القرآن الكريم باشتماله على ما ورد في الكتب السابقة، وزيادة عليها، فهو يجمع بين السور الطويلة والمتوسطة والقصيرة. قال صلى الله عليه وسلم: (أُعطيت مكان التوراة السبع، وأُعطيت مكان الزبور المئين، وأُعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفُضِّلت بالمفصَّل) رواه أحمد.


البشارة به في الكتب السابقة

من خصائصه الرسالية كذلك أن الأنبياء السابقين بشروا به في كتبهم. قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} (الأعراف:157)، وقال أيضًا: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} (الصف:6).


عمومية الرسالة

بخلاف الأنبياء السابقين الذين بعثوا لأقوامهم خاصة، فإن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسالة عامة للناس أجمعين. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} (سبأ:28). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة) رواه البخاري ومسلم.


كثرة الأتباع

اختص النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة أتباعه، فقد آمن به عدد كبير من الناس مقارنة بالأنبياء السابقين الذين آمن بهم القليلون. قال صلى الله عليه وسلم: (لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن من الأنبياء نبيًا ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد) رواه مسلم.


الرحمة للعالمين

بعث الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وهداية للناس أجمعين. قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء:107). وقد رفض النبي الدعاء على المشركين، وقال: (إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة) رواه مسلم.


خاتم الأنبياء والمرسلين

رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي خاتمة الرسالات السماوية، فلا نبي بعده، وبشريعته أتم الله دينه. قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (الأحزاب:40).

شبه النبي صلى الله عليه وسلم رسالته باللبنة الأخيرة التي أكملت بناء عظيمًا، فقال: (إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلا وُضعت هذه اللبنة! قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين) رواه البخاري ومسلم.

هذه الخصائص الرسالية تبين عظمة مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وشريعة الإسلام، وتلقي الضوء على قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة:3).

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !