الخصائص التشريعية للنبي صلى الله عليه وسلم
خصائص الرسول التشريعية هي تلك الأحكام والتشريعات التي خصّ الله بها نبيه الكريم، وهي تنقسم إلى نوعين: خصائص اختص بها النبي دون غيره من الأنبياء، وخصائص اختص بها مع أمته.
خصائص تشريعية خاصة بالنبي وحده
من أهم الخصائص التي خصّ الله بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء أو حتى أمته:
- إباحة القتال في مكة لساعة من نهار: جاء في الحديث: (فإن هذا بلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، وهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم.
- مشروعية الزواج بأكثر من أربع نساء: أحل الله للنبي صلى الله عليه وسلم الزواج بأكثر من أربع نسوة.
خصائص تشريعية مشتركة بين النبي وأمته
أكرم الله النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم وأمته بخصائص تشريعية لم تكن للأمم السابقة:
- جواز الصلاة في أي مكان: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ) رواه البخاري ومسلم.
- إحلال الغنائم: قال النبي: (وأُحلت لي المغانم، ولم تحل لأحد قبلي) رواه البخاري ومسلم.
- مضاعفة أجر الصلاة في المسجد النبوي: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا مسجد الكعبة) رواه مسلم.
- يوم الجمعة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة) رواه مسلم.
- التوسط في الأحكام: قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (البقرة:143).
- اليسر ورفع الحرج: قال تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} (الأعراف:157).
- عدم المؤاخذة على الخطأ والنسيان: لم تحاسب شريعة الإسلام على ما يقع من أخطاء أو نسيان أو إكراه.
- تخفيف الصلاة: خفف الله على هذه الأمة الصلاة المفروضة من خمسين صلاة إلى خمس صلوات.
إن هذه الخصائص التشريعية لم تُعطَ لهذه الأمة إلا لمكانة نبيها ومنزلته عند الله، فكان إكرام الله لنبيه إكرامًا لأمته، ولعل هذا هو ما تشير إليه الآية: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} (الضحى:5).