خصائص الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدنيا

0

 


خصائص النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا

اختص الله تبارك وتعالى عبده ورسوله محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون غيره من الأنبياء بخصائص كثيرة، تشريفًا وتكريمًا له، مما يدل على جليل قدره وشرف منزلته عند ربه. وقسَّم العلماء هذه الخصائص إلى عدة أنواع، وفي هذا المقال، نقف عند بعض خصوصياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدنيا.

من خصائصه صلى الله عليه وسلم في الدنيا:

  • العهد والميثاق:

    أخذ الله العهد والميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين أن يؤمنوا بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وينصروه إذا بُعِث في حياتهم، وأن يأخذوا هذا العهد على أممهم. قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} (آل عمران:81).

  • عموم رسالته:

    كان الأنبياء والرسل يرسلون إلى أقوامهم خاصة، أما نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرسالته عامة لجميع الناس، من الإنس والجن. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً} (سـبأ:28). وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (...وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة) (البخاري).

  • خاتم الأنبياء والمرسلين:

    من خصوصياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه خاتم النبيين، فلا نبي بعده. قال الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (الأحزاب:40).

    وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه... إلا موضع لَبِنة من زاوية... فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين) (البخاري).

  • رحمة مهداة:

    أرسله الله رحمة للخلائق جميعًا، مؤمنهم وكافرهم. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء:107). وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة) (مسلم).

  • القرآن كتاب خالد محفوظ:

    معجزة كل نبي انقرضت بوفاته، أما معجزة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ العظمى، القرآن الكريم، فهي باقية وخالدة إلى يوم القيامة، محفوظ من التغيير والتبديل بحفظ الله تعالى. قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9).

  • النداء بوصف النبوة والرسالة:

    اختص الله ـ سبحانه ـ نبيه محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالنداء بوصف النبوة والرسالة، تكريمًا وتشريفًا له، بينما نادى الأنبياء الآخرين بأسمائهم. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ} (الأنفال:64)، وقال: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ} (المائدة:41).

  • جوامع الكلم والنصر بالرعب:

    أعطاه الله جوامع الكلم، فكان يتكلم بالقول الموجز القليل، الكثير المعاني. ونُصِرَ بالرعب، فكان الله يُلقي الخوف في قلوب أعدائه. قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (فُضِلتُ على الأنبياء بست: أُعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب...) (مسلم).

  • الإسراء والمعراج:

    رحلة الإسراء والمعراج التي أكرمه الله فيها بكرامات كثيرة، منها: تكليمه لربه عز وجل، وفرض الصلاة، وإمامته للأنبياء في بيت المقدس، فدل ذلك على أنه الرسول الأعظم والإمام المقدم.

تلك هي بعض خصائصه - صلى الله عليه وسلم - التي اختصه الله بها دون غيره من الأنبياء في الدنيا، وهي تُعطينا صورة عن مكانته عند ربه، مما يزيدنا إيمانًا وحبًا، وتوقيرًا واتباعًا له ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !