خصائص النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة
فضل الله ـ سبحانه وتعالى ـ نبينا محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكرَّمه، وخصه بأشياء دون غيره من الأنبياء، فله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خصائص لِذَاته في الآخرة، مما يدل على علو منزلته، وعظيم قدره عند ربه تبارك وتعالى، كيف لا وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، وخير خلق الله أجمعين.
من خصائصه صلى الله عليه وسلم في الآخرة:
-
الوسيلة والفضيلة:
الوسيلة هي أعلى درجة في الجنة، لا ينالها إلا عبد واحد من عباد الله، وهو رسولنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ. قال الحافظ ابن كثير: "الوسيلة عَلَمٌ عَلَى أعلى منزلة في الجنة، وهي منزلة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ".
فعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة... آت محمدا الوسيلة والفضيلة، والدرجة الرفيعة... حَلََّت له شفاعتي يوم القيامة) (البخاري).
-
الشفاعة والمقام المحمود:
وهي من أعظم التشريفات التي لا يساويه فيها أحد من الأنبياء. قال الله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} (الإسراء: من الآية79). وقد سُئل رسول الله عن هذه الآية فقال: (هي الشفاعة) (الترمذي).
ففي يوم القيامة، حين يشتد الكرب على الناس، يطلبون الشفاعة من الأنبياء، فيدفعهم كل نبي ويقول: نفسي نفسي، حتى ينتهوا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فيشفع لهم حتى يقضي الله بينهم.
ولرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شفاعات كثيرة، منها: شفاعته في استفتاح باب الجنة، وشفاعته في تقديم من لا حساب عليه لدخول الجنة، وشفاعته في ناس من الموحدين دخلوا النار أن يخرجوا منها، وشفاعته في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب.
وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (آتي باب الجنة يوم القيامة، فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟، فأقول: محمد، فيقول: بك أُمِرت لا أفتح لأحد قبلك) (مسلم).
-
أول من تنشق عنه الأرض:
من خصائصه - صلى الله عليه وسلم- في الآخرة أنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، ففي الحديث (فأكون أول من تنشق عنه الأرض) (البخاري).
-
أكثر الأنبياء تبعًا:
أنه أكثر الناس تبعًا يوم القيامة. فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة) (مسلم).
-
سيد ولد آدم وتحت لوائه الأنبياء:
الأَنْبِيَاءُ ـ عليهم الصلاة والسلام ـ تحت لوائه يوم القيامة، فهو سيد ولد آدم، وبيده لواء الحمد. فعن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ، آدم فمن سواه إلا تحت لوائي) (الترمذي).
-
الكوثر:
ومن جملة هذه الخصائص للنبي – صلى الله عليه وسلم – الكوثر، وهو النهر العظيم الذي وعده الله به في الجنة، يُسقى منه أتباعه من أمته. قال الله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (الكوثر:1).
-
أول من يعبر الصراط:
كما أنّه – صلى الله عليه وسلم – أول من يعبر الصراط من الرسل بأمته. ففي حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (... فيُضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته) (البخاري).
تلك هي بعض خصائص الحبيب - صلى الله عليه وسلم - التي اختصه الله بها دون غيره من الأنبياء في الآخرة، وهي تُعطينا صورة عن مكانته وعلو منزلته عند ربه، مما يزيدنا إيمانًا وحبًا، وتوقيرًا واتباعًا له ـ صلى الله عليه وسلم ـ.