بين الزوجين

0

 


تتهمه بالبخل ويتهمها بالإسراف: حقوق وواجبات زوجية

تتهمه بالبخل ويتهمها بالإسراف: حقوق وواجبات زوجية

يُعدّ الإنفاق على الزوجة من أعظم حقوقها الشرعية، وهو في نفس الوقت من أجلّ القربات والطاعات التي يتقرب بها الزوج إلى الله. تشمل النفقة الأساسيات كالمأكل، والمشرب، والملبس، والمسكن، وكل ما تحتاجه الزوجة للحفاظ على حياتها وكيانها.

لقد جعل الله عز وجل القوامة للرجال على النساء بما أنفقوا من أموالهم، كما ورد في قوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) [النساء: 34].

أدلة وجوب النفقة من الكتاب والسنة

يستند وجوب النفقة على أدلة قوية من القرآن والسنة وإجماع أهل العلم:

  • من القرآن الكريم:
    • قوله تعالى: (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها) [البقرة: 233].
    • قوله تعالى: (وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن) [الطلاق: 6].
  • من السنة النبوية:
    • حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في خطبة حجة الوداع: "اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن، وكسوتهن بالمعروف" (رواه مسلم).
    • حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "دينار تنفقه في سبيل الله... ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك" (رواه مسلم).

فضل الإنفاق على الأهل

الإنفاق على الأهل ليس مجرد واجب، بل هو صدقة يؤجر عليها المسلم، كما جاء في حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أنفق المسلم نفقة على أهله، وهو يحتسبها، كانت صدقة له" (رواه البخاري).

التوازن في النفقة: بين سعة الزوج وطلبات الزوجة

على الزوجة أن تدرك أن النفقة تكون بحسب إمكانيات الزوج ووضعه المادي، كما قال تعالى: (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسراً) [الطلاق: 7].

لا يحق للزوجة أن ترهق زوجها بكثرة الطلبات، فهذا من سوء العشرة. يمكن حل الخلافات بالمناقشة الهادئة والتذكير بأن حسن الخلق والكلام الطيب قد يعوض النقص المادي.

قضايا وأحكام فقهية متنوعة

  • الكلام الجنسي بين الزوجين على الهاتف: يجوز ذلك، بشرط ألا يكون باستعمال اليد إلا عند الحاجة.
  • الاستمناء بيد الزوجة: هو حلال، لأنه من الاستمتاع بالزوجة الذي أباحه الله.
  • زواج الرجل من امرأة أكبر منه: لا حرج في ذلك، فالمعيار هو الصلاح والدين، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها وهي أكبر منه سناً.
  • ذكر اسم الزوج أو الزوجة: لا حرج في ذلك إذا كان العرف الاجتماعي يسمح به، لكن الأفضل استخدام الكنية في بعض المجتمعات لتجنب الحرج.
  • حدود تدخل الأقارب: لا يجب على الزوجة طاعة أقارب الزوج إلا في المعروف، وواجبها هو طاعة زوجها. يجب على الزوج توفير مسكن مستقل، وعلى الزوجة إحسان معاملة أهل زوجها.
  • نشر أسرار الزوجية: حرام، وخاصة أسرار الفراش. وهو من الأمور التي يجب على الزوجين حفظها.
  • الزواج بنية الطلاق: يُعتبر غشاً وخداعاً، وهو محرم، وإن كان العقد صحيحاً.
  • إيلاج الإصبع في الدبر: مباشرة حلقة الدبر جائزة، أما إيلاج الإصبع فمكروه لما فيه من ملامسة النجاسة، وقد يؤدي إلى الوقوع في الحرام.
  • كذب المرأة لإرضاء زوجها: يجوز الكذب لإرضاء الزوج، لأنه من الكذب الذي أُبيح من أجل الإصلاح بين الناس وإلقاء المودة.
التصنيفات:

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !