أحكام العلاقة الحميمة في الإسلام
وضع الإسلام مبادئ واضحة للعلاقة الزوجية لضمان الطهارة والاحترام المتبادل بين الزوجين. تتناول هذه الأحكام مجموعة واسعة من المواضيع، من الأمور المحرمة إلى السنن والآداب.
1. تحريم وطء المرأة في الدبر
وطء المرأة في دبرها **محرم تحريماً قاطعاً**، ويُعتبر من كبائر الذنوب. ويستند هذا التحريم إلى عدة أسباب:
- اللعن الصريح: قال النبي ﷺ: "ملعون من أتى امرأة في دبرها". وورد أيضاً: "من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد".
- مخالفة الفطرة: هذه المنطقة لم تُهيأ لهذا الغرض، بل هي مكان لخروج الأذى، ومخالفة الفطرة السليمة.
- الضرر البالغ: هذا الفعل يسبب أضراراً جسدية ونفسية للزوجين، ويقضي على الحياء، ويُفقد الغاية من العلاقة الزوجية وهي الإنجاب.
2. أحكام وآداب عامة
- التجرد من الثياب: يجوز للزوجين أن يتجردا من ثيابهما تماماً أثناء العلاقة، ولا حرج في ذلك، لقوله تعالى: **"وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ"**.
- الجماع في الحمام: على الرغم من أن دورات المياه الحديثة نظيفة، إلا أن الجماع فيها **مكروه**، لأن السنة هي التسمية قبل الجماع، ويكره ذكر اسم الله في مكان قضاء الحاجة.
- الجماع تجاه القبلة: لا كراهة في الجماع باتجاه القبلة، لأنها من الأمور الخاصة التي لا تتعلق بقدسية العبادات.
3. توجيهات وممارسات
- الدعاء قبل الجماع: من السنة أن يقول الزوج: **"بسم الله، اللهم جنّبنا الشيطان، وجنّب الشيطان ما رزقتنا"**.
- عدد مرات الجماع: لم تحدد الشريعة عدداً معيناً للجماع، بل يعتمد على حاجة الزوجين وقدرتهما.
- المداعبة والكلام: يجوز للزوجين أن يتلفظا بأي كلام يثير الشهوة عند الجماع، ما لم يكن كذباً أو سباباً.
- القصص والمواد الإباحية: يحرم مشاهدة أو قراءة القصص والمواد الإباحية، لما فيها من فساد، وإثارة للشهوة، وخلق توقعات غير واقعية.
- العزل واستخدام الواقي: يجوز استخدام العزل أو الواقي بشرط موافقة الزوجة، لكنه **مكروه**، لأنه قد يتعارض مع مقصد تكثير النسل.
4. قضايا متفرقة
- فض البكارة: عدم وجود غشاء البكارة ليلة الزفاف لا يُعد دليلاً على وجود فاحشة، إذ يمكن أن يزول لأسباب أخرى. يجب على الزوج أن يثق بزوجته وألا يدع الشكوك تفسد علاقتهما.