متى يجب الزواج على الرجل؟
حكم الزواج بالنسبة للرجال يختلف باختلاف أوضاعهم. يُصبح الزواج واجباً على الرجل إذا كان قادراً عليه من الناحية المالية والجسدية، وتاقت إليه نفسه، وخشي الوقوع في الحرام (العنت). فصيانة النفس وإعفافها عن الحرام واجب، ولا يتم ذلك إلا بالزواج.
إذا كان الرجل يرغب في الزواج لكنه عاجز عن الإنفاق، فعليه أن يستعفف ويصبر، كما قال تعالى: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله) [النور: 33]. وعليه أيضاً أن يكثر من الصيام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء".
هل جماع الزوجة يعدل صلاة سبعين نافلة؟
لا يوجد دليل صحيح على أن جماع الزوجة يعادل أجر سبعين صلاة نافلة. هذا الكلام غير صحيح، وقد يكون ناتجاً عن سوء فهم لبعض الأحاديث أو أقوال العلماء.
جماع الرجل لزوجته هو عمل يؤجر عليه، لأنه يبتغي به الحلال ويعف نفسه وزوجته، ويقضي شهوته في إطار شرعي. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله: "وفي بُضع أحدكم صدقة". عندما سأله الصحابة مستغربين: "يا رسول الله، أيأتي أحدُنا شهوتَه ويكون له فيها أجر؟" أجاب: "أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر". (رواه مسلم).
فك السحر عن الزوج ليلة عرسه
قد يتعرض بعض الناس للسحر الذي يمنعه من زوجته، وهذا وارد في القرآن الكريم في قوله تعالى: (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) [البقرة: 102].
علاج السحر:
- قراءة آية الكرسي، والفاتحة، وآيات السحر، وسور الإخلاص، والمعوذتين.
- قراءتها على الماء وشرب جزء منه والاغتسال بالباقي.
- قراءتها على المسحور مباشرة.
كل هذا من أسباب العافية، وقد جُرب كثيراً وأتى بنتائج بإذن الله.
الإجراءات الشرعية عند تمرد الزوجة
إذا ظهرت على الزوجة علامات النشوز (التمرد وعدم الطاعة في المعروف)، فإن الإسلام وضع خطوات تدريجية للتعامل معها، وهي:
- الوعظ: يبدأ الزوج بوعظها وتذكيرها بحق الله عليه، وما يترتب على نشوزها من إثم.
- الهجر في المضجع: إذا لم ينفع الوعظ، يهجرها الزوج في الفراش دون أن يترك البيت.
- الضرب غير المبرح: إذا لم يجد الهجر نفعاً، جاز له ضربها ضرباً خفيفاً غير مؤذٍ، بالسواك مثلاً، وليس الغرض منه الإهانة بل التنبيه.
- التحكيم: إذا استمر الشقاق، يبعث الأهل حكمين (واحداً من أهل الزوج وآخر من أهل الزوجة) لمحاولة الإصلاح بينهما.
هذه الخطوات مبنية على قوله تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا) [النساء: 34].
مسؤولية الرجل في تربية زوجته
الرجل مسؤول عن أهل بيته، وزوجته جزء من هذه المسؤولية. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) [التحريم: 6]. والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته... والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم".
على الزوج أن يكون قدوة حسنة لزوجته. وأن يشجعها على العبادة، ويشاركها فيها، ويذكرها بفضلها. كما يمكنه اصطحابها للمحاضرات الدينية وتشجيعها على قراءة الكتب المفيدة وتقوية علاقتها بالأسر الصالحة.
هل يتزوج بغير رضى والده؟
إذا اختار الابن زوجة ذات دين وخلق، ورفض الأب دون سبب شرعي مقنع، فإن الأب يكون مخطئاً. لكن يجب على الابن أن يسعى لإرضاء والده.
نصيحة الشيخ ابن عثيمين:
- للأب: يجب عليه أن يأذن لابنه بالزواج من المرأة الصالحة، وأن يتقي الله فيه ولا يمنعه من حقه الشرعي.
- للابن: إذا كان من الممكن أن يجد امرأة أخرى صالحة لإرضاء والده، فليفعل ذلك. أما إذا كان قلبه متعلقاً بهذه المرأة ويخشى الفتنة، فلا حرج عليه في الزواج منها، وقد يقتنع الوالد بعد الزواج.
هل يصح أن يكون والد الزوج شاهداً على عقد نكاحه؟
نعم، يصح أن يكون والد الزوج شاهداً على عقد نكاح ابنه.
- الرجل لا يحتاج إلى ولي: الرجل هو الذي يتولى عقد نكاحه بنفسه، ولا يحتاج إلى ولي. الولاية خاصة بالمرأة فقط لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة نكحت بلا ولي فنكاحها باطل باطل باطل".
- شهادة الأب: بما أن والد الزوج ليس ولياً في النكاح، فشهادته على العقد صحيحة.
هل يستأذن الرجل زوجته في صوم التطوع؟
لا يجب على الرجل أن يستأذن زوجته في صوم التطوع، بل هذا الحكم خاص بالمرأة فقط.
- حكم المرأة: لا يحل للمرأة أن تصوم تطوعاً وزوجها حاضر إلا بإذنه، لأن للزوج حق الاستمتاع بها في أي وقت، وصومها قد يمنعه من حقه.
- سبب التفريق: حق الزوج على زوجته أعظم، والرجل هو الطالب للجماع في الغالب، وشهوته أعظم.
هل الرجل الصالح لا يتزوج إلا امرأة صالحة؟
هذا الكلام غير صحيح. الدليل على ذلك:
- قرآني: تزوج نبي الله نوح ونبي الله لوط من نساء كافرات، كما قال تعالى: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما) [التحريم: 10].
- نبوي: تزوج فرعون امرأة صالحة وهي آسيا رضي الله عنها، كما قال تعالى: (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين) [التحريم: 11].
الخلاصة: زواج الصالح بغير الصالحة، والعكس، أمر وارد. لكن ينبغي على المسلم أن يسعى للزواج من ذات الدين، فهي الأفضل والأكثر بركة في الحياة الزوجية.