غزوة طلب كرز بن جابر

0

 

سرية العرنيين: قصة وفاء وغدر

سرية العرنيين: قصة وفاء وغدر

تُعد سرية العرنيين، التي وقعت في شوال من السنة السادسة للهجرة، واحدة من وقائع السيرة النبوية التي تبرز أهمية القصاص والعدل في حماية المجتمع. سميت السرية بهذا الاسم نسبةً إلى جماعة من البدو من قبيلتي عكل وعرينة، الذين كان لهم دور محوري في أحداثها.

---

لماذا وقعت السرية؟

كان سبب وقوع السرية هو غدر مجموعة من البدو براعي إبل الصدقة التابع للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قاموا بقتله والتمثيل بجسده، واستاقوا الإبل وفروا بها. وكان الراعي، ويدعى يسار رضي الله عنه، قد أُرسل معهم بطلب من النبي صلى الله عليه وسلم بعدما اشتكوا من إرهاقهم من حياة المدينة. وقد أرسل لهم النبي إبلًا ليرعوها ويشربوا من ألبانها وأبوالها بغرض الشفاء من مرض أصابهم.

---

أحداث السرية

بعد أن وصل خبر غدرهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أرسل في طلبهم سرية بقيادة الصحابي كرز بن جابر الفهري، وهو من قريش وكان قد أسلم بعد أن كان من المغيرين على المدينة. تمكنت السرية من القبض عليهم قبل أن يهربوا بعيدًا.

أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص منهم على فعلتهم الشنيعة، فأمر أن تُسمل عيونهم وتقطع أيديهم وأرجلهم، وتركوا في الصحراء حتى يموتوا، وذلك قصاصًا لما فعلوه بالراعي. وقد علل أنس بن مالك رضي الله عنه أن سبب سمل عيونهم هو أنهم سملوا عيون الرعاة. وقد ذكر الفقهاء أن هذا الحكم كان جزاءً لهم على فعلهم الذي يعد من جرائم الحرابة التي وردت في قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ} (المائدة: 33).

---

الدرس المستفاد

تُعلمنا سرية العرنيين أن القصاص العادل هو السبيل لحماية الأمن في المجتمع. كما أنها تؤكد على أن الغدر والخيانة من أبشع الجرائم التي تستوجب العقوبة الرادعة، وأن الإسلام لا يتهاون مع من يروع الآمنين ويسعى في الأرض فسادًا.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !