إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن العوالم الأخرى

0


معجزة إدراك الغيب: النبي صلى الله عليه وسلم والعوالم الخفية

وهب الله للإنسان القدرة على إدراك ما حوله في الطبيعة من عوالم مادية، لكن دون القدرة على إدراك ما وراء ذلك من عوالم أخرى تشاركه في هذا الوجود، كعالم الملائكة والجن. ومن هنا كان إدراك النبي صلى الله عليه وسلم لتلك العوالم الخفية، وقدرته على التعامل معها والإخبار عن أحوالها، من جملة آياته ومعجزاته التي أيدّه الله بها.


النبي صلى الله عليه وسلم وعالم الملائكة

مكّن الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم من رؤية الملائكة، وسماع أقوالهم، والكلام معهم، والوقوف على أخبارهم. وهذا الإدراك كان إعانة له على أداء مهمته في تلقي الوحي وأداء الرسالة.

  • رؤية جبريل عليه السلام: أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أوصاف الملائكة، ورأى جبريل عليه السلام وله ستمائة جناح، وقد سد بجناحيه الأفق. وتمثل بعض الملائكة له على صورة البشر، كما فعل جبريل عندما جاء ليسأله عن أركان الإسلام والإيمان والإحسان.
  • كثرة عبادة الملائكة: عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

    (إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطّت السماء وحق لها أن تئطّ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدًا لله) رواه الترمذي.

  • أخبار الملائكة:
    • أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن تغسيل الملائكة لحنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه عندما قُتل في معركة أحد.
    • وأخبر عن تعذيب الملائكة لرجلين في قبريهما، أحدهما كان لا يستتر من البول، والآخر كان يمشي بالنميمة. هذا الحديث رواه البخاري.

النبي صلى الله عليه وسلم وعالم الجن

أما ما يتعلق بعالم الجن والشياطين، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أحوالهم وذكر طرفًا من أخبارهم.

  • مضايقة الشياطين للإنسان:
    • أخبر صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يفرّ من الأذان حتى لا يسمعه، ويعود ليُوسوس للمصلي ويقول له: "اذكر كذا اذكر كذا"، حتى لا يدري المصلي كم صلى.
    • وأخبر أن الشياطين تدخل في الفراغات التي تكون بين صفوف الصلاة، حتى إنه وصفها بأنها كصغار الغنم.
  • مواجهة النبي للشيطان:
    • أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن محاولة إبليس إيذائه في الصلاة، فقام وخنقه حتى وجد برد لعابه بين أصابعه. وقال:

      (ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطًا بسارية من سواري المسجد، يتلاعب به صبيان المدينة) رواه أحمد.

  • لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بالجن:
    • كان للنبي صلى الله عليه وسلم لقاء مع وفد من الجن، دعاهم فيه إلى الله وعرض عليهم الإسلام، فآمنوا به. يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} (الأحقاف:29)، إنهم كانوا تسعة نفر من أهل نصيبين.
  • أصل خلقهم:
    • بيّن النبي صلى الله عليه وسلم الفرق بين طبيعة تلك المخلوقات، فقال:

      (خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم) رواه مسلم.

فمن الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أوصاف تلك المخلوقات؟ لا شك أن مصدر ذلك هو وحي السماء وليس خبر الأرض. وصدق الله إذ يقول: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم:4).

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !