من المعجزات النبوية الإخبار بأمور غيبية تحققت في حياته

0

 


إعجاز النبوة: أخبار النبي ﷺ عن الغيب

يعد إخبار النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن أمور غيبية مستقبلية وجهًا عظيمًا من وجوه الإعجاز ودليلًا قاطعًا على صدق نبوته. فمعرفة الغيب أمر يختص به الله وحده، كما قال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} (الأنعام:59). ولأن النبي لا يعلم الغيب من تلقاء نفسه، فإن إخباره به دليل على أنه يتلقى وحيًا من الله، الذي يطلعه على ما يشاء من الغيب ليجعله برهانًا على رسالته، قال تعالى: {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} (الجـن:27).

وهذه أمثلة على بعض الأمور الغيبية التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم ووقعت بدقة متناهية في حياته:


1. الإخبار بمصارع الطغاة في بدر

قبل معركة بدر، أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أماكن معينة في ساحة القتال، وقال لأصحابه: "هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله". وبعد انتهاء المعركة، شهد الصحابة أن قتلى المشركين لم يخطئوا الأماكن التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "فوالذي بعثه بالحق ما أخطؤوا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه وسلم". وهذا دليل واضح على أن الله أطلع نبيه على تفاصيل غيبية لم يكن ليعرفها لولا الوحي.


2. كشف كتاب حاطب بن أبي بلتعة

عندما عزم النبي صلى الله عليه وسلم على فتح مكة، كتب الصحابي حاطب بن أبي بلتعة رسالة لقريش يخبرهم فيها بقدوم المسلمين، وأرسلها مع امرأة. أطلع الله نبيه على هذا الأمر الغيبي، فأرسل النبي عليًا والزبير والمقداد رضي الله عنهم، وأخبرهم بمكان المرأة ووصفها لهم. وبالفعل، وجدوها في المكان الذي حدده النبي، ووجدوا معها الكتاب. وهذه القصة دليل على أن الله يطلع نبيه على خفايا الأمور التي لا يمكن لأحد معرفتها.


3. الإخبار باستشهاد القادة في مؤتة

في معركة مؤتة التي وقعت على أطراف الشام، كان النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة يصف لأصحابه ما يحدث في المعركة لحظة بلحظة، وكأنه يراها أمامه. وأخبرهم باستشهاد قادته الثلاثة: زيد، وجعفر، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم. وقد كان بينه وبين المعركة مسافة شاسعة، لم يكن لأخبارها أن تصل بهذه السرعة. هذا الإخبار كان معجزة واضحة، حيث وصل الخبر بعد ذلك مؤكدًا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم بالتفصيل.


4. التنبؤ بالريح الشديدة في تبوك

في طريقهم إلى غزوة تبوك، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن ريحًا شديدة ستهب عليهم في تلك الليلة، وأمرهم بأن يشدوا عِقال جمالهم. وفعلاً، هبت الريح كما أخبر، ولم يتأثر من اتبع تعليماته. هذه النبوءة كانت تحذيرًا دقيقًا من أمر غيبي، وتحققت كما أخبر، وهو دليل آخر على أنه مؤيد بالوحي من الله.

هذه الأمثلة وغيرها تؤكد أن نبوءات النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيب لم تكن مجرد تخمينات، بل كانت إخبارًا دقيقًا من مصدر إلهي. وهذا يثبت أنه رسول من عند الله، وأن ما جاء به هو الحق الذي لا ريب فيه.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !