بركة النبي صلى الله عليه وسلم

0

 


البركة النبوية: معجزات شاهدها الصحابة

البركة هي النماء والزيادة في الخير، وقد ثبتت في الشرع لعدة أشياء، منها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وقد شهد الصحابة الكرام هذه البركة بأعينهم، فكانوا يتسابقون على ما يلمس جسده الشريف من ماء أو ريق، حرصًا منهم على هذه البركة العظيمة. ومن ذلك ما رواه المسور بن مخرمة رضي الله عنه: (فوالله ما تنخم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نخامةً إلا وقعت في كفّ رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده) رواه البخاري.


معجزات البركة في لمسة يده الشريفة

كانت يد النبي صلى الله عليه وسلم مصدرًا للشفاء والبركة، وهو ما ظهر في مواقف عديدة:

  • شفاء علي بن أبي طالب: في غزوة خيبر، كان علي رضي الله عنه يشتكي من عينيه، فبصق النبي صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له، فبرأ على الفور كأن لم يكن به وجع، وأعطاه الراية.
  • شفاء سلمة بن الأكوع: أصيب سلمة بن الأكوع بضربة يوم خيبر، فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم، نفث في الضربة ثلاث نفثات، فما اشتكاها حتى وفاته.
  • تضاعف التمر: كان جابر بن عبد الله مديونًا لتاجر يهودي بثلاثين وسقًا من التمر. فمشي النبي صلى الله عليه وسلم في حائط التمر، فبارك فيه حتى وفى جابر دينه وفاض له منه سبعة عشر وسقًا، فقال عمر رضي الله عنه: "لقد علمت حيث مشى فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليباركنَّ الله عز وجل فيها".

بركة النبي ﷺ على الجماد والحيوان

لم تقتصر بركته على البشر فقط، بل شملت الحيوانات والجمادات أيضًا:

  • فرس أبي طلحة: كان فرس أبي طلحة بطيئًا، فركبه النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة، فما سُبِقَ ذلك الفرس بعدها أبدًا.
  • جمل جابر: كان جمل جابر بن عبد الله ضعيفًا ومتعبًا، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم، زجره ودعا له، فما زال يسير أمام الإبل كلها، حتى قال جابر: "قد أصابته بركتك".

البركة المعنوية أعظم

كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على البركة الحسية من النبي صلى الله عليه وسلم، كما فعل الصحابي الذي طلب بردته ليكفن فيها، رجاء البركة. ولكن الأهم من ذلك، هو البركة المعنوية في اتباع هديه وسنته. فقد كان هناك من رأى النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا، كأبي جهل، ولكنه لم ينتفع ببركته، لأنه لم يؤمن. أما من آمن، فقد نال البركة والهدى.

فبركة النبي صلى الله عليه وسلم ليست مجرد لمسة أو كلمة، بل هي منهج حياة، وهدي قويم. ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى التمسك بهديه وسنته، فهو طريق النماء والزيادة في الخير، وهو البركة الحقيقية التي لا تفنى.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !