(11) ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها

0

 


هي أم المؤمنين، ميمونة بنت الحارث بن حَزْن الهلالية، وهي آخر امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم. أختها لبابة الكبرى كانت زوجة العباس بن عبد المطلب، ولبابة الصغرى زوجة الوليد بن المغيرة. ولذلك، كانت ميمونة خالة كل من عبدالله بن عباس وخالد بن الوليد رضي الله عنهم.

ومن أخواتها لأمها: أسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبي طالب، وسلمى بنت عميس الخثعمية زوجة حمزة بن عبد المطلب، وسلامة بنت عميس زوجة عبد الله بن كعب بن منبّه الخثعمي. ولهذا، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

(أخوات مؤمنات: ميمونة بنت الحارث، وأم الفضل بنت الحارث، وسلمى امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس) رواه النسائي في سننه الكبرى.

***

زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم

تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من عمرة القضاء في ذي القعدة من السنة السابعة للهجرة. حينها، قدم عليه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من أرض الحبشة فخطبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فوافقت، ووكّلت عمها العباس بن عبد المطلب في أمر زواجها، فزوّجها للنبي صلى الله عليه وسلم.

وهنا تثار قضية بين علماء السير، وهي خلافهم حول ما إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوجها وهو حلال أم محرم. ابن عباس رضي الله عنه كان يرى أنه تزوجها وهو محرم، بينما تروي لنا ميمونة نفسها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي حلال - كما روى ذلك الإمام مسلم -. وقد رجّح العلماء روايتها لعدة اعتبارات.

***

وليمة زواجها

بعد أن أنهى النبي صلى الله عليه وسلم عمرته، أراد أن يقيم وليمة عرسه في مكة، وذلك لتأليف قلوب قريش، لكنهم رفضوا. وأرسلوا إليه حويطب بن عبد العزى بعد أربعة أيام يقول له: "إنه قد انقضى أجلك فاخرج عنا"، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا رافع فنادى بالرحيل. فخرج إلى "سرف" - وهو موضع قرب التنعيم يبعد عن مكة عشرة أميال – وبنى بها. كان عمرها حينها 26 سنة، وعمره صلى الله عليه وسلم 59 سنة، وقد أولم عليها بأكثر من شاة، وأصدقها أربعمائة درهم، وقيل بخمسمائة درهم.

وكان اسمها في السابق بَرَّة، فغيّره رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ميمونة، شأنها في ذلك شأن أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها، التي كان اسمها "برّة"، فغيّره عليه الصلاة والسلام إلى جويرية.

***

فضلها ومكانتها

كانت رضي الله عنها من سادات النساء، ومثالًا عاليًا للصلاح ورسوخ الإيمان. وتشهد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على ذلك بقولها:

".. أما أنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم".

وقد روت عددًا من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان منها صفة غسله عليه الصلاة والسلام. وكان ابن عباس رضي الله عنهما يبيت عندها أحيانًا في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكسب علمًا، وأدبًا، وخُلقًا، ويبثّه بين المسلمين، من ذلك قوله رضي الله عنهما:

(بتُّ ليلةً عند ميمونة بنت الحارث خالتي، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندها في ليلتها، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل، فقمت عن يساره، فأخذ بشعري، فجعلني عن يمينه، فكنت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني، فصلى إحدى عشرة ركعة، ثم احتبي حتى إني لأسمع نفَسه راقداً، فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين) رواه البخاري ومسلم.

***

وفاتها

ثم قدّر الله أن تكون وفاتها في الموضع الذي بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند زواجها منها، وذلك سنة 51 للهجرة. وكان عمرها إذ ذاك ثمانين سنة، وصلّى عليها ابن عباس رضي الله عنهما، ودخل قبرها هو ويزيد بن الأصم وعبد الله بن شداد بن الهادي - وهم بنو أخواتها -، وعبيد الله الخولاني - وكان يتيمًا في حجرها -. فرضي الله عنهم أجمعين.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !