علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم

0

 


علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم

خص الله تعالى نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - بخصائص كثيرة، فهو سيد ولد آدم، وخاتم النبيين، ومرسل إلى الناس أجمعين، قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (الأعراف: 158).

ومما لا شك فيه، إن علينا تجاه هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - واجبات كثيرة، يجب القيام بها وتحقيقها، فلا بد من تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر.

وكذلك مما يجب علينا تجاه رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أن نحقق محبته اعتقاداً وقولاً وعملاً، ونقدمها على محبة النفس والولد والوالد، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) رواه البخاري ومسلم.

ومن المعلوم أن من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته وإلا لم يكن صادقاً في حبه وكان مدعياً لمحبته، فالصادق في محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - تظهر علامة ذلك عليه.

أبرز علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم

  • الاقتداء به والتمسك بسنته: واتباع أقواله وأفعاله، وطاعته، واجتناب نواهييه، والتأدب بآدابه في عسره ويسره. وشاهد هذا من كتاب الله وسنة نبيه، فمن الكتاب، قوله سبحانه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (آل عمران:31) وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب:21). ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) صححه النووي في الأربعين وضعفه آخرون.

  • الإكثار من ذكره والتشوق لرؤيته: فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره وأحب لقائه. قال ابن القيم رحمه الله: "كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه، واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه، تضاعف حبه له، وتزايد شوقه إليه واستولى على جميع قلبه".

  • الثناء عليه والصلاة والسلام: وأفضل ذلك: الصلاة والسلام عليه، لأمر الله عز وجل، وتوكيده، قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (الأحزاب:56). لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (البخيل من ذُكِرْتُ عنده فلم يُصلِ علي) رواه الترمذي.

  • التحاكم إلى سنته: قال الله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (النساء:65).

  • محبة من أحبهم النبي: من آل بيته وصحابته من المهاجرين والأنصار، وعداوة من عاداهم، وبغض من أبغضهم وسبهم، والدفاع عنهم، والاهتداء بهديهم والاقتداء بسنتهم.

  • الذَّبُّ والدفاع عن سنته: وذلك بحمايتها من انتحال المبطلين، وتحريف الغالين وتأويل الجاهلين، ورد شبهات الزنادقة والطاغين وبيان أكاذيبهم.

  • التأدب عند ذكره: فلا يذكر اسمه مجرداً بل يوصف بالنبوة أو الرسالة، فيقال: نبي الله، رسول الله، ونحو ذلك، والصلاة عليه عند ذكره.

  • نشر سنته وتبليغها: وتعليمها للناس، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (بلغوا عني ولو آية) رواه البخاري ومسلم.

فتأمل أخي القارئ تلك العلامات، واحرص على تحقيقها وتعظيمها، واعلم أن المحبة ليست ترانيم تغنى، ولا قصائد تنشد، ولا كلمات تقال، ولكنها طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعمل واتباع، وتمسك واقتداء. نسأل الله أن يعيننا وإخواننا على التزام سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ما حيينا.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !