الكوثر والحوض من الخصائص النبوية

0

 

نهر الكوثر والحوض: من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم

من أهم فوائد دراسة السيرة النبوية معرفة فضائل وخصائص النبي صلى الله عليه وسلم، التي تدل على علو قدره ومكانته عند ربه. ومن هذه الخصائص العظيمة، "الكوثر"، وهو نهر عظيم يصب في حوضه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ووعده الله به في القرآن الكريم بقوله: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر} (الكوثر: 1).


صفات النهر والحوض

الأحاديث النبوية الصحيحة وصفت لنا هذا النهر العظيم وصفًا دقيقًا يبعث في نفوسنا الشوق إليه:

  • نهر الكوثر: هو نهر داخل الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدر والياقوت. ترابه أطيب من المسك، وماؤه أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل.
  • الحوض: يصب نهر الكوثر في حوض النبي صلى الله عليه وسلم، الذي سيصل إليه المؤمنون من أمته. حوضه مسيرة شهر، وكيزانه بعدد نجوم السماء، ومن يشرب منه شربة واحدة لا يظمأ بعدها أبدًا.

هذه الأوصاف الجميلة ليست مجرد خيال، بل هي حقائق إيمانية أقسم عليها النبي صلى الله عليه وسلم، مما يزيد من يقيننا.


من يُحرم من الشرب من الحوض؟

الجميع يتمنى أن يشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن بعض الأحاديث تنبهنا إلى أن هناك من يُمنع من ذلك. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليردنَّ علي أقوامٌ أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما بدلوا بعدك).

وقد اختلف العلماء في المقصود بمن يُطرد من الحوض:

  • المنافقون والمرتدون: هؤلاء ممن يُدفعون عن الحوض لأنهم لم يموتوا على الإسلام الحقيقي.
  • أصحاب الكبائر: بعض العلماء يرى أنهم أصحاب المعاصي والكبائر الذين لم يتوبوا منها، فيُدفعون عن الحوض عقابًا لهم، ثم يرحمهم الله.
  • أهل البدع: من أحدث في الدين ما ليس منه، فيكونون من المطرودين.

ولذلك، فالشرب من الحوض ليس لمن انتسب للإسلام فقط، بل هو لمن اتبع النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله، ولم يُحدث في الدين. نسأل الله أن يجعلنا ممن يَرِد حوضه ويشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدًا.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !