الخصائص الجسدية للنبي صلى الله عليه وسلم
يُعدّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق منزلةً ومقامًا، وقد منحه الله خصائص فريدة في جسده الشريف لم تكن لأحد من قبله. هذه الخصائص تظهر عظمة خلقه وتشريفًا لمكانته، ويمكن تلخيصها في عدة جوانب:
1. اتساع مدارك الحس لديه
أعدّ الله نبيه إعدادًا خاصًا ليتمكن من التعامل مع عالم الغيب وتلقي الوحي، فكان يرى ويسمع ما لا يراه أو يسمعه غيره من البشر. ومن الأمثلة على ذلك:
- رؤيته لجبريل عليه السلام والملائكة.
- رؤيته للمصلين من خلف ظهره أثناء الصلاة. قال صلى الله عليه وسلم: (أتموا الركوع والسجود، فوالله إني أراكم من خلف ظهري، إذا ركعتم وسجدتم) رواه البخاري ومسلم.
- سماعه لأصوات العذاب في القبر، وأطيط السماء. قال صلى الله عليه وسلم: (إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
2. تنام عينه ولا ينام قلبه
هذه خصوصية فريدة من نوعها، تمكّنه من البقاء متيقظًا روحيًا حتى أثناء نومه الجسدي. وقد أكد ذلك بنفسه عندما سألته عائشة رضي الله عنها، فأجابها: (تنام عيني ولا ينام قلبي) رواه البخاري.
3. طيب عرقه وريحه ولين ملمسه
كانت رائحة النبي صلى الله عليه وسلم وعرقه من أطيب الروائح، كما كان ملمس يده الشريفة في غاية اللين. ومن الأدلة على ذلك:
- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: (ما شممت مسكة ولا عبيراً أطيب رائحة من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه مسلم.
- كانت أمه أم سليم تجمع عرقه لتجعله في طيبها.
- قول أنس رضي الله عنه: (ولا مسست خزة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه مسلم.
4. اشتداد المرض عليه
كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس ابتلاءً بالمرض، وذلك لرفع درجاته ومضاعفة أجره. قال صلى الله عليه وسلم: (أجل، كما يوعك رجلان منكم)، وقال ابن مسعود: (ما رأيت أحداً أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه البخاري ومسلم.
5. التبرك بآثاره
كان الصحابة رضي الله عنهم يتبركون بآثاره الشريفة، كعرقِه، وضوئِه، وريقه، وشعره، وثيابه، إيمانًا ببركته. ومن الأمثلة على ذلك:
- تسابقهم على وضوئه ونخامته.
- استخدام أم سلمة رضي الله عنها شعراته للتبرك بها في شفاء المرضى.
- تبرك الصحابة بملابسه، كما فعل سهل بن سعد رضي الله عنه عندما طلب بردة النبي ليكفّن فيها.
6. شق صدره وإزالة حظ الشيطان منه
تعدّ هذه الحادثة إعدادًا فريدًا له للنبوة والرسالة، حيث شقّ جبريل عليه السلام صدره وأخرج منه قطعة سوداء وقال: (هذا حظ الشيطان منك)، ثم غسله بماء زمزم. وقد رأى أنس بن مالك أثر ذلك في صدره. هذه الخصوصية لم يشاركه فيها أحد.
هذه الخصائص الجسدية وغيرها، تُظهر مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته عند الله، فهو خير الخلق وأكرمهم.