خصائص الأمة المحمدية في الدنيا
فضل الله ـ عز وجل ـ هذه الأمة على سائر الأمم، واختصها بخصائص وكرامات كثيرة في الدنيا ليست لغيرها، وذلك إكرامًا وتشريفًا لنبيها محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ سيد الأولين والآخرين. وإنما نالت الأمة ما نالته من تشريف وتكريم، بإيمانها واتباعها لرسولها ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والسير على سنته، والعمل بشريعته.
خصائص الأمة المحمدية
-
خير الأمم:
من هذه الخصائص أن الله جعلها أكرم الأمم وأخيرها، وأحسنها وأفضلها عنده، وحسبنا شهادةُ القرآن الكريم: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران: من الآية110). وعن بهز بن حكيم، عن أبيه عن جده، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في تفسير الآية: (أنتم تتمون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله) (الترمذي).
-
الأرض مسجدًا وطهورًا:
اختص الله هذه الأمة بأن جعل لها الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما مسلم أدركته الصلاة، فلم يجد ماء ولا مسجدًا، فعنده طهوره ومسجده، بخلاف الأمم السابقة. قال ـ صلى الله عليه وسلم: (وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ) (البخاري).
-
حل الغنائم:
كانت الغنائم للأمم السابقة تُجمع وتنزل نار من السماء لتأكلها علامة على القبول، أما أمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد خصها الله بحل الغنائم. قال تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (الأنفال: 69).
-
التجاوز عن الخطأ والنسيان:
من الخصائص العظيمة أن الله تجاوز عن أخطاء هذه الأمة ونسيانها، وتجاوز لها عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به. وذلك لحديث أبي ذر الغفاري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه) (ابن ماجه).
-
أمة التيسير ورفع الحرج:
وضع الله عن هذه الأمة الآصار والأغلال التي كانت على الأمم قبلها، وأحل لها كثيرًا مما حُرِّم على غيرها. قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (الحج: من الآية78). ومن ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إني أرسلت بحنيفية سمحة) (أحمد).
-
يوم الجمعة:
اختصت الأمة المحمدية بيوم الجمعة، خير يوم طلعت عليه الشمس. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة...) (مسلم).
-
أمة محفوظة من الهلاك والاستئصال:
أمة الإسلام أمة مصونة مرحومة، فلا تُهلَك بالقحط والجوع والغرق، ولا يُسلط عليها عدو يستأصلها. قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (سأَلتُ ربِى ثَلاَثًا فَأَعطاني ثِنْتَيْنِ ومنعني واحدة، سأَلتُ ربِى أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعطانِيها، وسألتُه أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمتي بِالْغرقِ فَأَعطانِيها، وسألتُه أَن لا يجعل بَأْسَهُمْ بينهم فَمَنَعَنِيهَا) (مسلم).
-
شهداء الله في الأرض:
فضَّل الله هذه الأمة ورفع ذكرها بأن قبل منها قولها وشهادتها، ومما يدل على ذلك ما رواه أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: (مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرًا، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجبت... أنتم شهداء الله في الأرض) (مسلم).
-
صفوفها كصفوف الملائكة:
خص الله ـ عز وجل ـ أمة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ بجعل صفوفها في الصلاة، كصفوف الملائكة. قال حذيفة ـ رضي الله عنه ـ: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (فضلت على الناس بثلاث، جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدًا، وجعلت تربتها لنا طهورًا...) (مسلم).
-
فضل الصلاة في المسجد النبوي:
من خصوصيات هذه الأمة أن أجر الصلاة في مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحسب بأجر ألف صلاة في غيره، عدا المسجد الحرام. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (صلاة في مسجدي هذا، خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام) (البخاري).
-
عدم اجتماعها على ضلالة:
أكرم الله هذه الأمة بأنها لا تجتمع على خطأ، تشريفًا لها، وتكريمًا لنبيها. قال عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة) (الترمذي).
-
وجود طائفة على الحق:
من كرامتها وجود طائفة منها على الحق والهدى في كل زمان، لا يضرهم من خالفهم. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) (البخاري).
وإنما حصلت لأمتنا هذه الخصائص وغيرها، لمكانة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنـزلته عند الله.