يوشع بن نون: النبي الذي حبس الله له الشمس
هو يوشع بن نون، أحد أنبياء بني إسرائيل الكرام، وخليفة النبي موسى عليه السلام. وقد ذُكر في القرآن الكريم دون التصريح باسمه في قصة رحلة موسى مع الخضر في سورة الكهف، حيث كان يوشع هو "فتى موسى".
مكانته في القرآن والسنة
- القرآن الكريم: ذكره الله تعالى في قصة موسى والخضر في سورة الكهف، وتحديدًا في الآيات التي تبدأ بقوله: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} (الكهف: 60). وقد أكد العلماء أن هذا الفتى هو يوشع بن نون، كما جاء في روايات صحيحة عن النبي ﷺ.
- السنة النبوية: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يوشع بن نون في أكثر من حديث، ومن أشهرها الحديث الذي يثبت له كرامة عظيمة لم تُعطَ لأحد غيره، وهي حبس الشمس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس لم تُحبس على بشرٍ إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس".
أهم أعماله وكراماته
- قيادة بني إسرائيل: بعد وفاة موسى عليه السلام، تولى يوشع بن نون أمر النبوة وقيادة بني إسرائيل. قادهم في فتح بيت المقدس، وحقق لهم النصر.
- حبس الشمس: كانت هذه المعجزة من أعظم الكرامات التي أكرم الله بها يوشع عليه السلام. ففي يوم فتح بيت المقدس، كادت الشمس تغرب قبل إتمام المعركة، فدعا يوشع الله أن يحبسها له، فاستجاب الله لدعائه حتى تم النصر.
- عمره: عاش يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام سبعًا وعشرين سنة، وتوفي عن عمر يناهز 127 عامًا.
ما يُنسب إليه من افتراءات
تنسب بعض الكتب المحرفة، مثل الإنجيل، إلى يوشع عليه السلام قصصًا كاذبة تخالف عصمة الأنبياء، مثل زواجه من امرأة زانية. وهذه القصص يرفضها المسلمون تمامًا، لأنها تتناقض مع عقيدة عصمة الأنبياء من كل ما يقدح في شرفهم.
وقد أوضح العلماء، مثل ابن حزم، أن هذه الروايات هي من الكذب والبهتان الذي لا يصح نسبته إلى الأنبياء الكرام.
الآيات التي أشارت إلى يوشع بن نون
الآيات التي ذكرت يوشع بن نون بشكل مباشر أو غير مباشر في قصة موسى عليه السلام هي:
- {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} (الكهف: 60)
- {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا} (الكهف: 62)
- {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ} (الكهف: 63)
- {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} (الكهف: 64)