عام الفيل

0

 



قصة أصحاب الفيل: معجزة حماية الكعبة

وقعت حادثة الفيل في العام الذي وُلد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي معجزة إلهية عظيمة لحماية بيت الله الحرام.

لقد أراد أبرهة الأشرم الحبشي، حاكم اليمن، أن يهدم الكعبة المشرفة ليُحوّل الناس عن حجهم إليها إلى كنيسة بناها في اليمن. جهز أبرهة جيشاً ضخماً، ووضع في مقدمته فيلاً قوياً، فسار بهم نحو مكة.

وعندما وصل أبرهة وجيشه إلى مشارف مكة، خرج إليهم زعيم قريش، عبد المطلب، وطلب من أبرهة أن يرد إليه إبله التي أخذها جيشه. استغرب أبرهة من طلبه، وقال له: "أتترك الكعبة التي هي شرف قومك، وتطلب إبلك؟" فأجابه عبد المطلب بجملته الشهيرة التي تُظهر إيمانه ويقينه: "أنا رب الإبل، وللبيت رب يحميه".

إهلاك الله لأصحاب الفيل

لما اقترب جيش أبرهة من الكعبة، امتنع الفيل عن التقدم، ولم يتحرك رغم محاولاتهم. في هذه اللحظة، أرسل الله عليهم طيوراً صغيرة، تُعرف بـ "أبابيل"، تحمل في مناقيرها وأرجلها حجارة من طين متصلب (سجيل).

قامت هذه الطيور بقذف الحجارة على جيش أبرهة، فكانت كل حجر يُصيب جندياً يُهلكه على الفور، مما أدى إلى تدمير الجيش بالكامل. وصف القرآن الكريم نهايتهم المروعة في سورة الفيل: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ}.

وهكذا، أهلك الله أبرهة وجيشه، وحمى بيته من الهدم.

لماذا سُمي "عام الفيل"؟

سُمي هذا العام بـ "عام الفيل" تخليداً لهذه الحادثة العظيمة التي لا تُنسى. لقد كانت عاملاً مهماً في رفع مكانة قريش، وإظهار قدرة الله تعالى على حماية بيته. كما أن ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا العام جعلت من هذه الحادثة مقدمة لميلاد أعظم الأنبياء، مما زادها شرفًا وأهمية.

وقد أكد قيس بن مخرمة هذه الواقعة بقوله: "ولدتُ أنا ورسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ عامَ الفيلِ".

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !