غزوة غطفان

0

 

غزوة ذي أمر (غطفان): حكمة الاستباق

غزوة ذي أمر (غطفان): حكمة الاستباق

زمان ومكان الغزوة

وقعت الغزوة في ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة، عند بئر ماء يُعرف باسم "ذي أمر"، بالقرب من ديار قبائل غطفان في الجزيرة العربية.

أسباب الغزوة

وصلت أخبار استخباراتية إلى المدينة المنورة تفيد بأن مجموعة كبيرة من قبيلتي بني ثعلبة ومحارب قد تجمعت بهدف الإغارة على أطراف المدينة، وذلك في محاولة للانتقام من المسلمين بعد هزيمتهم في غزوة بدر.

القيادة

قاد الغزوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بنفسه، وكانت موجهة ضد قبائل غطفان.

أبرز أحداث الغزوة

خرج الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس 450 مقاتلاً، وهو أكبر تجمع للمسلمين قبل غزوة أحد. استخلف على المدينة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

في طريقهم، قبض المسلمون على رجل يدعى جبار من بني ثعلبة، فأسلم وأصبح دليلاً لهم. عند سماع الأعداء بقدوم جيش المسلمين، دب الرعب في قلوبهم وتفرقوا في رؤوس الجبال.

وصل النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه إلى مكان تجمعهم، وأقام هناك شهراً كاملاً، لإظهار قوة المسلمين وبث الرهبة في قلوب الأعراب. بعد ذلك، عاد إلى المدينة بعد إحدى عشرة ليلة.

وقد اختلف الرواة حول واقعة محاولة قتل الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل دعثور الغطفاني، حيث يرى البعض أنها وقعت في هذه الغزوة، بينما يرى البخاري أنها كانت في غزوة أخرى. وبغض النظر عن مكان وقوعها، فقد نزلت في هذه الواقعة آية كريمة يقول فيها الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (المائدة: 11).

نتائج الغزوة والدروس المستفادة

لم يحدث قتال في هذه الغزوة. كانت نتيجتها الرئيسية هي دخول أحد المشركين في الإسلام، وتأكيد قوة المسلمين ومنعتهم في الجزيرة العربية.

تُظهر الغزوة حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع التهديدات الاستباقية، وشجاعة الصحابة وإيمانهم، كما أنها تؤكد أن الله ينصر عباده بالرعب الذي يلقيه في قلوب أعدائهم.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !