أسماؤه - صلى الله عليه وسلم

0

 


أسماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومعانيها ودلالاتها

في الأمثال يقولون: "الاسم دال على المسمى"، ويقولون أيضاً: "لكل شخص من اسمه نصيب". وكثرة الأسماء في معهود العرب تدل على شرف المسمى، وعلو مكانته. وقد اهتم الإسلام باختيار الأسماء الحسنة.

وكان من خصائصه صلى الله عليه وسلم التي أكرمه الله بها واختصه بها عمن سواه، تلك الأسماء العديدة، والصفات الحميدة، ذات المعاني الفريدة، فكانت أسمائه صلى الله عليه وسلم دالة كل الدلالة على معانيها، ومتجسدة حقيقة في سلوكه وشؤونه.

من أسمائه صلى الله عليه وسلم:

1. محمد

وهو أشهرها، وقد ورد في القرآن الكريم في عدة مواضع منها قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (الفتح:29)، وبه سُمّيَ في التوراة صريحاً كما ذكره ابن القيم.

2. أحمد

وهو الاسم الذي سمّاه بهِ المسيح، وجاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} (الصف:6).

والفرق بين محمد وأحمد من وجهين:

  • الوجه الأول: أن "محمدًا" هو المحمود حمداً بعد حمد، فهو دال على كثرة حمد الحامدين له. أما "أحمد" فهو الذي حمده لربه أفضل من حمد الحامدين غيره. فـ"محمد" زيادة في الكمية، و"أحمد" زيادة في الكيفية.

  • الوجه الثاني: أن "محمدًا" هو المحمود حمداً متكرراً. و"أحمد" هو الذي حمده لربه أفضل من حمد الحامدين غيره، فدلَّ على كونه أفضل الحامدين.

3. الحاشر

وهو الذي يحشر الناس على قدمه، فكأنه بُعِثَ ليحشر الناس.

4. الماحي

وهو الذي محا الله به الكفر.

5. العاقب

وهو الذي يَخْـلُفُ من كان قبله فـي الـخَيْرِ، وهو قد عقب الأنبياء، وكان آخرهم.

وقد جاء الحديث الصحيح على تلك الأسماء الخمسة، فعن جبير بن مطعم قال: سمّي لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء فقال: (أنا محمد وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشَرُ الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي) رواه البخاري ومسلم.

6. المتوكل

وهو الذي يتوكل على ربه في كل حالة. في البخاري عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: "أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة...".

7. نبي التوبة

وهو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض.

8. نبي الرحمة

فهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين، فرحم به أهل الأرض كلهم مؤمنهم وكافرهم، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء، فقال: أنا محمد وأحمد والمقفى والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة) رواه مسلم.

9. نبي الملاحم

وهو الذي بعث بجهاد أعداء الله، وعن حذيفة رضي الله عنه قال: (بينما أنا أمشي في طريق المدينة قال: إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى، فسمعته يقول: أنا محمد، وأنا أحمد، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، والحاشر، والمقفى، ونبي الملاحم) رواه أحمد.

10. الرؤوف الرحيم

قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (التوبة:128)، وعن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي، الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر، الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب، الذي ليس بعده أحد، وقد سماه الله رؤفًا رحيما) رواه مسلم.

11. الفاتح

وهو الذي فتح الله بهِ باب الهدى، وفتح بهِ الأعين العمي والآذان الصم والقلوب الغلف، وفتح الله بهِ أمصار الكفار وأبواب الجنة وطرق العلم والعمل الصالح.

أسماء أخرى تابعة

  • سيد ولد آدم: فقد روى مسلم في صحيحه أنه قال صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة).

  • الضحوك القتّال: وهما اسمان مزدوجان لا يفرد أحدهما عن الآخر، فهو ضحوك في وجوه المؤمنين، وقَتَّال لأعداء الله. وقد ورد هذان الاسمان في التوراة.

أنواع أسماء النبي صلى الله عليه وسلم

أسماؤه صلى الله عليه وسلم نوعان:

  • النوع الأول: خاص به لا يشاركه فيه أحد غيره من الرسل، مثل: محمد، وأحمد، والعاقب، والحاشر، والمقفى، ونبي الملحمة.

  • النوع الثاني: ما يشاركه في معناه غيره من الرسل، ولكن له منه كماله فهو مختص منه بأكمل الأوصاف، مثل: رسول الله، ونبيه، وعبده، والشاهد، والمبشر، والنذير، ونبي الرحمة، ونبي التوبة.

كنيته صلى الله عليه وسلم

كان صلى الله عليه وسلم يُكنّى أبا القاسم بولده القاسم وكان أكبر أولاده.

فعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق فقال رجل: "يا أبا القاسم"، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (سمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي) رواه البخاري.

هذا هو النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، وتلك هي بعض أسمائه الطيبة الحسنة، الدالة على معانيها العظيمة الرائعة، فهو صلى الله عليه وسلم عظيم مكرم في أسمائه وصفاته وخلقه وكل شمائله، فهل يعي ذلك أتباعه، ويتدبر الأمر أعداؤه وحساده.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !