خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأمته في الآخرة

0

 



خصائص الأمة المحمدية في الآخرة

لقد اختص الله تبارك وتعالى الأمة المحمدية في الآخرة بخصائص كثيرة لم تُعْطَها غيرها من الأمم، وهذا تشريف وتكريم لنبيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي ضحى بكل ما لديه في سبيل هدايتها. وبفضل الله، أصبحت هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس.

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (آل عمران: 110)

ورغم أن أمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تأخر وجودها في الدنيا، فهي سابقة لغيرها من الأمم في الآخرة منزلة وفضلاً، فهي أول من يُحْشَر ويُحَاسَب، وأول من يجتاز الصراط ويدخل الجنة.


الغُر المحجلون

تأتي الأمة المحمدية يوم القيامة غُرًّا مُحَجَّلين من آثار الوضوء، وبهذه الصفة يعرفهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويميزهم عن غيرهم من الأمم على حوضه.

قال الحافظ ابن حجر: "ثبت أن الغرة والتحجيل خاص بالأمة المحمدية". والأحاديث في ذلك كثيرة، منها:

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

(إِن حَوْضِي أَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ من عدن، لهو أَشد بياضا من الثَّلْجِ وأَحلَى من الْعسلِ بِاللبنِ، ولآنيته أَكثَر من عدد النُّجُومِ، وَإِنِّي لأَصُدُّ النَّاسَ عنه، كما يصد الرجل إِبِلَ الناسِ عَنْ حَوْضِهِ، قَالوا يا رسول الله: أَتَعرفنا يومئذ؟، قَال: نعم، لَكم سِيمَا (علامة) ليست لأَحد من الأمم، تَرِدُونَ عَلَىَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ من أثر الوضوء). رواه مسلم.

وعن نُعَيْم بن عبد الله المُجْمِر، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

(إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل). رواه البخاري.


أول من يجتاز الصراط ويدخل الجنة

الصراط جسم ممدود على متن جهنم، أحدُّ من السيف وأدقُّ من الشعر. ومما أكرم الله به هذه الأمة ونبيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن جعلهم أول من يجتاز ويعبر الصراط.

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ:

(أن الناس قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: هل تضارون في القمر ليلة البدر؟، قالوا: لا يا رسول الله!، قال: فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟، قالوا: لا يا رسول الله!، قال: فإنكم ترونه كذلك... فيُضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها). رواه البخاري.

وروى أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ أيضاً عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال:

(نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم). رواه البخاري.


شهداء على الأمم

الأمة المحمدية خير الأمم وأفضلها، خصها الله بأفضل الشرائع، فهي وسط بين الأديان، ومن ثم جعلها الله شاهدة على الأمم يوم القيامة. فما من نبي ولا رسول تنكر أمته أنه قد بلَّغ، إلا وتشهد له الأمة المحمدية بالبلاغ، فيقبل الله شهادتها وقولها لما لها من الفضل والمنزلة.

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} (البقرة: 143)

عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:

(يُدعى نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيشهدون أنه قد بلغ). رواه البخاري.


عمل قليل وأجر كثير

أنعم الله على هذه الأمة بخصائص عظيمة، منها أنها أقل عملاً ممن سبقها، لكنها أكثر أجراً وثواباً، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.

عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال:

(إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم، ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا...ثم قال: من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين؟، ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين، ألا لكم الأجر مرتين، فغضبت اليهود والنصارى، فقالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء، قال الله: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟، قالوا: لا، قال: فإنه فضلي أعطيه من شئت). رواه البخاري.


أكثر أهل الجنة

مما اختص به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته: أنها أكثر أهل الجنة. وهذا تكريم عظيم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمته.

عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:

(أما ترضون أَن تَكونوا ربع أهلِ الْجنة؟، قَال: فَكَبَّرْنَا، ثم قَال: أَما تَرضون أَن تَكونوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَكَبَّرْنَا، ثم قَال: إني لأرجو أن تَكونوا شَطْرَ أَهْلِ الْجنة، وسأخبِركم عن ذلك، ما المسلمون في الكفار إِلا كشعرةٍ بَيْضَاءَ في ثَوْرٍ أَسود أَوْ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي ثَوْرٍ أَبْيَضَ). رواه مسلم.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !