من أطاعني دخل الجنة

0

 


وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم

وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم

أوجب الله تعالى على جميع خلقه الإيمان بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه وطاعته، وجعل امتثال أوامره واجتناب نواهيه من أعظم الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى ربه. فطاعة الرسول هي جزء لا يتجزأ من طاعة الله، كما قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (النساء: 80). وكما قال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (الحشر: 7).

قال الإمام ابن كثير: "أي مهما أمركم به فافعلوه ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمركم بخير وإنما ينهى عن شر".


طاعة مطلقة في القرآن والسنة

أمرنا القرآن بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم طاعة مطلقة في كل ما أمر به أو نهى عنه. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (النساء: 59).

يقول ابن القيم في تفسير هذه الآية: "أمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله، وأعاد الفعل إعلامًا بأن طاعة الرسول تجب استقلالًا من غير عرض ما أمر به على الكتاب". وهذا يعني أن ما جاء به الرسول من السنة يجب اتباعه، حتى لو لم يذكر في القرآن بشكل مباشر.

وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من الذين يرفضون سنته بحجة الاكتفاء بالقرآن. فقال: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإنَّ ما حرَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله) رواه الترمذي.

وهذا الحديث من دلائل نبوته، فقد ظهر في الأمة من ينكر السنة، وهذا يفتح بابًا عظيمًا للزندقة وانهدام الدين.


الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى

تؤكد الأحاديث النبوية على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم وأنها سبيل النجاة. قال صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبَى، قيل: ومن يأبى؟!، قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبَى) رواه البخاري.

وقال أيضًا: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله) رواه البخاري. فطاعته هي مفتاح الجنة وسبيل الهداية، وعصيانه تؤدي إلى النار. قال تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} (النساء: 14).


الطاعة مفتاح السعادة والهدى

إن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الدين وشرط من شروط الإيمان. فالسعادة الحقيقية تكمن في اتباع أمره وتصديق خبره. قال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} (النور: 54).

فطاعته هي الهداية، ومخالفته هي الضلال.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* يرجى عدم إرسال رسائل غير مرغوب فيها هنا.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !