أحداث السنة الثانية للهجرة: عام التحوّلات والمعارك الأولى
تُعدّ السنة الثانية للهجرة من أهم الفترات في تاريخ الإسلام، حيث شهدت تحوّلات مفصلية في العقيدة والتشريع، وبداية المواجهات العسكرية المباشرة بين المسلمين والمشركين.
تحوّلات تشريعية وعائلية
- تحويل القبلة: في هذه السنة، تحوّلت قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، في حدث عظيم أكمل استقلال الأمة الإسلامية وربطها ببيت الله الحرام.
- زواج علي وفاطمة: تمّ زواج الإمام علي بن أبي طالب من السيدة فاطمة الزهراء، في حدث مبارك جمع بين اثنين من أعظم الشخصيات في الإسلام.
- نزول سورة "هل أتى": نزلت سورة "هل أتى" (الإنسان) في حق أهل البيت، وتحديداً في فضل علي وفاطمة والحسن والحسين، وذكرت فيها نعيم الجنة دون ذكر الحور العين، إجلالًا لمكانة السيدة فاطمة عليها السلام.
- فرض صيام رمضان: فُرض على المسلمين صيام شهر رمضان، ليصبح ركناً من أركان الإسلام الخمسة.
- فرض القتال: صدر حكم القتال مع المشركين، مما فتح باباً جديداً من المواجهة للدفاع عن الدين والدعوة.
أولى الغزوات والسرايا
شهدت هذه السنة عدة مواجهات عسكرية، يُطلق عليها اسم "غزوات" إذا شارك فيها النبي ﷺ، و"سرايا" إذا لم يشارك.
- غزوة الأبواء (ودّان):
- وقعت بعد سبعين يوماً من بداية السنة الثانية.
- كانت راية المسلمين بيد حمزة بن عبد المطلب.
- انتهت بالصلح دون قتال، حيث رجع النبي ﷺ من غير أن يُصيب القافلة.
- تُعرف أيضاً بغزوة "ودّان"، وتقع بالقرب من قرية الأبواء التي يوجد فيها قبر آمنة، والدة الرسول ﷺ.
- غزوة بواط:
- خرج النبي ﷺ بمائتي رجل لاعتراض قافلة لقريش، ولكنه لم يلحق بها.
- بواط هو اسم جبل من جبال جهينة.
- غزوة ذي العشيرة:
- سمع النبي ﷺ بخروج أبي سفيان بقافلة إلى الشام، فلحقه ولكنه لم يدركه.
- انتهت الغزوة بحدوث مصالحة ومهادنة مع قبيلة بني مدلج التي تسكن في المنطقة.
- غزوة بدر الأولى:
- وقعت في شهر جمادى الآخرة.
- خرج النبي ﷺ لملاحقة كرز بن جابر الفهري، الذي أغار على أطراف المدينة ونهب إبلًا ومواشي للمسلمين.
- وصل النبي ﷺ إلى وادي سفوان، ولكنه لم يجد المشركين، فرجع إلى المدينة.
- حامل اللواء في هذه الغزوة كان علي بن أبي طالب.
توضيح لمصطلحات عسكرية
- غزوة: حرب شارك فيها النبي ﷺ بنفسه.
- سرية أو بعثة: حرب لم يشارك فيها النبي ﷺ، وأرسل إليها مجموعة من الصحابة.
- أعداد الجيوش: تختلف المصطلحات حسب العدد، فالسريّة تبدأ من تسعة جنود، وتُعرف بالجيش إذا تجاوزت الثمانمائة، وبالجحفل إذا تجاوزت أربعة آلاف.
