من هو عبد المطلب بن هاشم

 

عبد المطلب: سيد قريش وجد النبي ﷺ

نشأته ومكانته في قريش

ولد عبد المطلب في يثرب (المدينة المنورة لاحقًا) حوالي عام 480م، ونشأ عند أخواله من بني النجار. بعد وفاة والده في غزة، عاد به عمه المطلب بن عبد مناف إلى مكة، وأُطلق عليه "عبد المطلب" نسبة إلى عمه.

عاش عبد المطلب في بيئة من السيادة والشرف، وعظم قدره بشكل خاص عندما أعاد حفر بئر زمزم التي كانت مطمورة. استخرج منها كنوزًا ثمينة، فصنع منها باباً للكعبة وحلياً لها، مما زاد من مكانته بين قومه. كما ازداد شرفه بعد قصة "يوم الفيل" عندما حمى الله الكعبة من أبرهة الأشرم.

كان عبد المطلب قائداً حكيماً وفصيح اللسان، يحظى باحترام كبير من جميع أهل مكة والجزيرة العربية. وكان له مجلس خاص عند الكعبة يجتمع فيه كبار قريش للاستماع إليه. لُقّب بـ "الفياض" و "مطعم الإنس والوحش والطير" لكرمه وسخائه، حيث كان يفتح بيوته لإطعام الحجاج والزائرين.

حنيفية عبد المطلب

تذكر العديد من كتب السيرة أن عبد المطلب كان على الحنيفية، وهي ملة إبراهيم عليه السلام. كان يرفض عبادة الأصنام ويؤمن بوحدانية الله. وقد وردت عنه قصص كثيرة تدل على إيمانه، منها:

• اختلاؤه بغار حراء: كان يقضي فيه وقتاً طويلاً للتفكر في صفات الله.
• الاستسقاء به: عندما كانت قريش تصاب بالقحط الشديد، كانوا يأتون إليه ليطلبوا منه الدعاء ليستسقي لهم، فكانوا يُسقون.
• قصة الفيل: عندما جاء أبرهة لهدم الكعبة، ذهب إليه عبد المطلب وطلب منه إعادة إبله التي استولى عليها، فقال له أبرهة متعجباً: "تسألني عن إبلك وتترك بيتاً يعظمه قومك؟" فأجابه عبد المطلب بجملته الشهيرة: "أنا رب الإبل، وللبيت رب يحميه."

هذه المواقف تدل على إيمانه العميق بأن للبيت رباً يحميه، وأن التوكل على الله هو الأهم.

نسبه وزوجاته وأبناؤه

• النسب: هو شيبة الحمد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي... إلى عدنان. وأمه هي سلمى بنت عمرو الخزرجية.
• أهم زوجاته وأبنائه:
  • صفية بنت جندب: أنجبت له الحارث وقثم.
  • نتيلة بنت جناب: أنجبت له العباس وضرار.
  • فاطمة بنت عمرو: أنجبت له عبد الله (والد النبي)، وأبو طالب، والزبير، وخمس بنات.
  • هالة بنت وهيب: أنجبت له حمزة والمقوم.

كفالته للنبي ووفاته

بعد وفاة عبد الله، والد النبي، كفل عبد المطلب حفيده محمدًا صلى الله عليه وسلم. ثم تولى تربيته بعد وفاة أمه السيدة آمنة بنت وهب، وحرص على رعايته خير رعاية. توفي عبد المطلب وعمر النبي ﷺ ثماني سنوات.

توفي عبد المطلب حوالي عام 578م عن عمر يناهز الثمانية والتسعين عاماً، ودُفن في مكة.