سنن مهجورة

0



سنن مهجورة: إحياء السنة النبوية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد، فإن هناك سنناً كثيرة قلّ من يمارسها اليوم، وقبل أن نذكر بعضاً منها، لا بد من التذكير بأهمية إحياء السنن المهجورة.

لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«من أحيا سنة قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئاً».

وكما في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً».

لقد توافرت الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال السلف على فضل التمسك بالسنة. فمن الكتاب قوله تعالى:

(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)

ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم:

«...فعليكم بسنتي»


فوائد العمل بالسنة

  1. محبة الله لعبده المؤمن: كما في الحديث القدسي الذي رواه البخاري:

    «وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به...».

  2. جبر النقص في الفرائض: المحافظة على النوافل تجبر ما قد ينقص من الفرائض. قال أبو هريرة رضي الله عنه:

    «إن أول ما يحاسب به الإنسان يوم القيامة من أعمالهم الصلاة... فيقول ربنا عز وجل لملائكته: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم أنقصها؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم».

  3. زيادة الأجر: المتمسك بالسنة في زمن قلة العاملين بها يزداد فضله، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    «فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم».

  4. أجر من عمل بها: من سنّ سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

    «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء...».


سنن مهجورة في الصلاة

إليك بعض السنن التي لا تكاد تراها، فتأملها واعزم على العمل بها لتفوز بالأجر الجزيل.

السنة الأولى: الصلاة في النعال

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي أحياناً حافياً وأحياناً بـنعليه. وقد قال:

«إذا صلى أحدكم فليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه ولا يؤذي بهما غيره».

وأكد على ذلك بقوله:

«خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم».

السنة الثانية: إطالة الرفع من الركوع والجلسة بين السجدتين

هذه السنة هُجرت بعد الصحابة، فكان أنس رضي الله عنه يطيل الوقوف بعد الركوع والجلوس بين السجدتين، حتى يقول القائل: "قد نسي".

السنة الثالثة: الإقعاء في الجلسة بين السجدتين

وهو أن يفرش المصلي قدميه ويجلس على عقبيه، وهي غير الإقعاء المنهي عنه (الجلوس على المقعدة مع نصب القدمين).

السنة الرابعة: الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام

يُستحب الدعاء بما شاء من خيري الدنيا والآخرة بعد التشهد الأخير. ومن الأدعية الواردة:

«اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت».

السنة الخامسة: صلاة التطوع في البيت

حث النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة التطوع في البيت، فقال:

«اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا».

السنة السادسة: صلاة التطوع على الراحلة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي التطوع على راحلته (السيارة أو أي وسيلة نقل)، وذلك بالإيماء حيثما توجهت.

السنة السابعة: قراءة سورتي الكافرون والإخلاص في سنة الفجر

كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في ركعتي سنة الفجر.

السنة الثامنة: ركعتا القدوم من السفر

يُستحب لمن قدم من سفر أن يتوجه إلى المسجد أولاً ويصلي ركعتين قبل الذهاب إلى أهله.

السنة التاسعة: إحياء ما بين العشاءين

وهي صلاة النوافل بين صلاتي المغرب والعشاء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله.

جعلنا الله من المقتفين لرسولنا صلى الله عليه وسلم، المتبعين لسنته، العاملين بها.

التصنيفات:

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !