حكم الجهر والإسرار في الصلاة
الجهر في الصلوات الجهرية والإسرار في الصلوات السرية هو من سنن الصلاة وليس من واجباتها. الأفضل للمصلي هو اتباع سنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"الجهر بالقراءة في الصلاة الجهرية ليس على سبيل الوجوب بل هو على سبيل الأفضلية، فلو أن الإنسان قرأ سراً فيما يشرع فيه الجهر لم تكن صلاته باطلة... لكن الأفضل الجهر فيما يسن فيه الجهر مما هو معروف كصلاة الفجر والجمعة.
ولو تعمد الإنسان وهو إمام ألا يجهر فصلاته صحيحة لكنها ناقصة. أما المنفرد إذا صلى الصلاة الجهرية: فإنه يُخيَّر بين الجهر والإسرار، وينظر ما هو أنشط له وأقرب إلى الخشوع فيقوم به."
الحكمة من الجهر والإسرار في الصلاة
الأصل في المسلم هو الالتزام بالشرع دون اشتراط معرفة الحكمة أو العلة، ولكن لا مانع من البحث عنها بعد الالتزام بالأمر.
لماذا نصلي الظهر والعصر سراً والمغرب والعشاء جهراً؟
عندما سُئل علماء اللجنة الدائمة عن هذا الأمر، أجابوا:
"نفعل ذلك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فنسر فيما أسر فيه، ونجهر فيما جهر فيه؛ لقول الله عز وجل: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي)." رواه البخاري.
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز: لماذا شُرع الجهر بالتلاوة في صلاة المغرب والعشاء والفجر دون بقية الفرائض؟
أجاب:
"الله سبحانه أعلم بحكمة شرعية الجهر في هذه المواضع، والأقرب والله أعلم أن الحكمة في ذلك: أن الناس في الليل وفي صلاة الفجر أقرب إلى الاستفادة من الجهر وأقل شواغل من حالهم في صلاة الظهر والعصر."
(مجموع فتاوى الشيخ ابن باز)
الحكمة من الجهر في صلاة الجمعة
سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ما الحكمة من الجهر بالقراءة في صلاة الجمعة؟
فأجاب:
1. تحقيق الوحدة والاجتماع:
اجتماع الناس على إمام واحد والإنصات له يرسخ الوحدة، ولهذا يجب اجتماعهم في مكان واحد.
2. تكميل الخطبتين:
قراءة الإمام الجهرية هي بمثابة تكملة للخطبتين. لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بسورتي الجمعة والمنافقين، أو سورتي الأعلى والغاشية، لما فيهما من معانٍ مهمة.
3. التفريق بين الظهر والجمعة:
الجهر يميّز صلاة الجمعة عن صلاة الظهر.
4. مشابهة صلاة العيد:
الجمعة هي عيد الأسبوع، والجهر فيها يشبه الجهر في صلاة العيد.